Accéder au contenu principal

التواصل (معايشة الاختلاف)


التواصل (معايشة الاختلاف)

التواصل لغة واصطلاحا

يفيد التواصل في اللغة العربية الاقتران والاتصال والصلة والترابط والالتئام والجمع والإبلاغ والإعلام. أما في اللغة الأجنبية تعني إقامة علاقة وتراسل وترابط وإرسال وتبادل وإخبار وإعلام. ويفيد التواصل اصطلاحا عملية نقل الأفكار والتجارب وتبادل المعارف والمشاعر بين الذوات والأفراد والجماعات، وقد يكون هذا التواصل ذاتيا شخصيا أو تواصلا غيريا، وقد ينبني على الموافقة أو على المعارضة والاختلاف. ويتضمن كل رموز الذهن مع وسائل تبليغها عبر المجال وتعزيزها في الزمان ويتضمن أيضا تعابير الوجه وهيئات الجسم والحركات ونبرة الصوت والكلمات والكتابات والمطبوعات والقطارات والتلغراف والتلفون وكل ما يشمله آخر ما تم في الاكتشافات في المكان والزمان.

وظائف التواصل

التواصل هو جوهر العلاقات الإنسانية ومحقق تطورها. لذا يمكن القول بان التواصل يمتلك وظيفتين                                                                          - وظيفة معرفية:نقل الرموز الذهنية وتبليغها زمكانيا بوسائل لغوية وغير لغوية.                               - ووظيفة تأثيرية:تمتين العلاقات الإنسانية وتفعيلها على مستوى اللفظي وغير اللفظي.                                                                                               وهناك من يعرف التواصل بأنه:العملية التي بها يتفاعل المراسلون والمستقبلون للرسائل في سياقات اجتماعية معينة. ووظائف التواصل هي التبادل والتبليغ والتأثير.

التصور التقنوي للتواصل

قدم كلود شانون، وهو مهندس أمريكي كان يعمل في ميدان الاتصالات الهاتفية خطاطة جديدة تختصر من خلال خاناتها ونمط اشتغالها العملية التواصلية برمتها.ولقد كانت الغاية منها تحسين مردودية الاتصالات الصوتية التي تتم عن بعد من خلال التقليص من حجم الضياع الذي يشوش على الإرسالية ويتلف الكم المعلوماتي الذي تتضمنه.وهو ضياع لا علاقة له "بسوء الفهم"المرتبط بالقدرات الإدراكية أوتأويل خاطئ يقوم به المتلقي، بل هو ناتج عن القصور التقني في الآلات الموجودة لمتطلبات الاتصال.

حدود التواصل التقنوي

ما يميز خطاطة شانون هو تركيزها الكلي على خانة الخبر. فنجاح الإرسالية أو فشلها مرتبط بسلامة ووضوح الكم الخبري المبثوث ذلك أن " الخبر" في تصور شانون لا يقاس بالكم المعلوماتي، ولا يستدعي حالة انفعالية لحظة البث أو التلقي عند الأطراف المنخرطة في التواصل، كما لا يفترض لبسا أو غموضا في دلالات الإرسالية،إن الخبر عنده « وحدة إحصائية مجردة تتعامل مع الإرسالية في انفصال عن دلالاتها ». فإن "الخبر عند شانون كيان أعمى ".إن ميزة خطاطة شانون هي أنها وحيدة الاتجاه تقود من مصدر أصلي(منبع الرسالة) إلى نقطة نهائية(منتهى الاتصال).وهذه الخاصية ستحد من فعاليتها وتقلص من مردوديتها في ميدان التواصل الذي يعتمد المعطيات الإنسانية كقناة مطلقة لإنتاج وقائع إبلاغية لا يحتفظ داخلها أي فرد بموقع ثابت، فالباث يتحول إلى متلق والمتلقي يصبح بدوره باثا، وهكذا دواليك ضمن دورة كلامية لا منتهية.

 كفايات وشروط التواصل الاجتماعي:

    ا- كفايات التواصل الاجتماعي                                                                                                           - الكفاية اللغوية :مجموعة من  القواعد التي تتحكم في صياغة الألفاظ في لغة ما.

   - الكفاية التواصلية:مجموعة من  القواعد التي تتحكم في الاستغلال الملائم للغة .

    ب- شروط التواصل الاجتماعي                                                                                                         - الانسجام

- التبادل المستمر : ينبني على التغذية الراجعة.

- مبدأ الإدراك الشامل :إدراك ما يحس أطراف العملية التواصلية...

   - التغذية الراجعة : المعلومات العائدة.

ج- العوامل المتدخلة في التواصل الاجتماعي:

- العوامل المرتبطة بالمرسل : تتعلق بالإطار المرجعي للمرسل ( نسق الآراء و الأفكار و المعارف و القيم و  حبه للمهنة التي يمارسها و الفكرة المسبقة  التي كونها حول المستقبل  وحول ردود أفعاله).

 - العوامل المرتبطة بالمستقبل: حالة الاستعداد لدى المستقبل ، تأثير شخصية المرسل و مدى قوتها بالنسبة له.قدرته على فك الترميز و فهم المصطلحات و الالفاظ المستعملة .

انواع التواصل

ا- النموذج  العمودي : - نموذج التواصل المرتكز على الفرد : يعتمد على فعالية التواصل المتمركز على الفرد الذي يجب أن يكون ايجابيا وفعالا باستثمار مؤهلاته الذاتية ، و يحدد دوره في التوجيه والإرشاد والمساعدة.

ب- التواصل التفاعلي

ج- النموذج الدائري – نموذج التواصل الفعال المرتكز على الجماعة ينتمي إلى الطرائق الفعالة المرتكزة على آليات التفكير الجماعي ، بحيث تتم عملية التواصل ضمن الجماعة وبالجماعة . و هكذا تصبح الجماعة وسيلة وهدفا  ، فهي وسيلة لكون التواصل يتم بواسطة العمل الجماعي وتصبح هدفا لكون الهدف من التواصل هو الاندماج الاجتماعي.

                                                                                                        النسق الرمزي

الرمز هو ما يحتل مكان شيء او يرمز  العلامة تكون كلمة او صورة او صوتا او رائحة او طعما او فعلا او شيئا لا يمتلك معنى ضمنيا ولكنه يصبح رمزا في نفس الوقت الذي نعطيه معنى.و في اغلب الاحيان ناول رسائل الغرباء من اطرنا المرجعية الشخصية ويئولون رسائلنا انطلاقا من من مرجعياتهم الخاصة.قوديكونست(2005-289 ).

العلامات والمعنى

العلامة تمتلك وجوبا دالا ومدلولا.فإذا تغير المدلول و/او الدال فان الدلالة تتغير.وإذا تغير المدلول و/او الدال فان المعنى يختلف.اذا كانت المعكوسية هي القدرة على أن نحرر أنفسنا من تأثير القوى الخارجية (الثقافة – الانتماءات – المحيط – الوضعية..).فهي تتيح لنا الإمكانية لتأويل الوضعية وحينئذ تمنحنا الحرية لنفكر ونتصرف بدون الرجوع إلى التحديد الثقافي. (واطزلويك وآخرون).و نلاحظ اهمية التأويل لان معنى العلامة ليس متضمنا فيه ولكنه يتجلى من خلال التأويل  (سيرورة حركية لاعزاء المعاني).

الدلالة هي العلاقة التي نؤسسها نحن انفسنا بين رمز ومرجع.

مستويات الدلالة

-- المعنى الاولي(دلالة موضوعية او وصفية  لمفردة ) وهو المعنى الذي يعطيه افراد مجموعة ثقافية لكلمة.

 -- المعنى الوصفي (دلالة انفعالية او ايديولوجية) وهو المعنى الذي ينضاف الى دلالة اساسية للكلمة.

اللغة والتصنيف

التصنيف هو تجميع المختلف تحت نفس الصنف.وهذا يشد انتباهنا الى العناصر المشتركة بينها ويبعدها عن الاختلاف (مثال كلب). فالأسماء المشتركة هي دائما اسماء لأصناف.

التواصل غير اللفظي

1- المظهر الجسمي

مظهرنا الجسمي يرسل اشياء مهمة (فقط الاناس السطحيون لا يكترثون لهذه المظاهر) اوسكار وايلد .فمثلا الاشخاص طويلي القامة عادة ما ينجحون في الانتخابات.كما يوجد العديد من الانماط الاجتماعية المتعلقة بالمظاهر الجسمية  فنجد (الاشخاص جميلي الخلقة يكونون اكثر كفاءة اجتماعيا).

2- الهيأة الجسمية

هناك هيأت جسمية معروفة لدى اغلب الناس (روزنطال ولانجر-1965).ونلاحظ مثلا  مظاهرالانجذاب = الجسم الى الامام واليدان والرجلان مفتوحتان

الاحتقار = الارتخاء الكلي وانعدام الاحترام.

القبول والبشاشة = الارتخاء البسيط

الاهتمام والانتباه = الانحناء الى الامام والرجلان الى الوراء.

الضجر = الرجلان ممدتان والرأس منحن او محمول على اليد

3- الاشارات والحركات

توجد خمسة اصناف كبرى

ا- الحركات الاشكالية التي يمكن ان تترجم الى الفاظ ورموز وتكون مستعملة مجانيا ولاشعوريا.الانتباه الى سوء الفهم لاختلاف المرجعيات الثقافية والاجتماعية.

ب-الحركات التوضيحية التي تدعم التواصل اللفظي الذي تصاحبه.(ادارة الرأس=لا ).

ج-الحركات المعدلة للتواصل اللفظي وهي تنظم وتراقب التبادلات اللفظية (هز الرأس = مواصلة الكلام).

د-الحركات التكيفية التي تحيل الى حاجة شخصية متجهة نحو المتكلم ذاته او المخاطب او شيء معين.

ه- الحركات التي تبرز الانفعال مصاحبة او معوضة التواصل اللفظي (الخوف) وتقاسيم الوجه (الانغعالات عند التواصل اللفظي سواء كانت واعية او غير واعية).

ز- تعابيرالوجه

الوجه هو الجزء الاكثر تعبيرا عن الانفعالات في الجسم.وحسب اوكام نلاحظ وجود ستة انفعالات اساسية تتشكل وتؤسس انفعالات اكثر تعقيدا.وهذه الانفعالات الاساسية كانت موضوع دراسات بينثقافية مما ادى الى القول بعالمية التعرف على هذه الانفعالات الاساسية. ويمكن التأكيد ايضا ان النساء تستطيع تأويل اهذه الانفعالات كثر من الرجال . وتكون هذه القسمات عالمية وانتاجها مرتبط بالثقافة بحيث نتحدث عن قواعد لإظهار انفعالات الوجه.

ك- النظر

- يتغير النظر حسب قوة الانفعال وليس انطلاقا من طبيعته الخاصة.

- حجم الحدقة يظهر الرغبة (تتمطط عند تثبيتها على موضوع الرغبة) والوجه بالحدقات المتمططه تكون الاجمل.

- قام اجيل بدراسة النظر عند التفاعلات (وجها لوجه ) عن بعد متربن فلاحظ ان المشاركين يتبادلون النظر*60 في المائة من الوقت عند التحاور.*75 في المائة من الوقت عند الإصغاء*40 في المائة من الوقت عند الكلام.ويلاحظ انه عندما يتجاوز تبادل النظر 80 في المائة او يصل الى حدود 15 في المائة = انطباع خصوصي.

فالنظر يمكن ان يساعد على إدراك ردود فعل المستمع ويحث الآخرين على الكلام ويعطي معلومات على طبيعة العلاقة بين المتحاورين. *النظرة المنتبهة = علاقة جيدة *تجنب النظر = علاقة سلبية .

ل- اللمس

يمثل اللمس الطريقة العتيقة للتواصل ويمكن من ايصال انفعال ايجابي والدخول في التفاعل او تقديس مشعر من المشاعر. وتجنب اللمس مقترن بتجنب التواصل اللفظي(اللمس والمسارة تمثل طرقا حميمية من التواصل ).وفي ما يتعلق بالفوارق النوعية في اللمس فان الرجال يلمسون اقل الرجال الاخرين كما تمس النساء اكثر النساء الاخريات  عند التواصل.ويتساوى الرجال والنساء في تجنب الملامسة عند التواصل. وفي ما يتعلق بالفوارق الثقافية فيمكن ملاحظة اليد المتباعدة عند البلدان الانقلوسكسونية والتقبيل على الفم عند الروس.كما الطبقات الميسورة غالبا ما تستبعد  الاتصال البدني.

العلاقة بين التواصل اللفظي والغير لفظي

يلاحظ كناب وهال بان هناك ستة علاقات ممكنة                                                                  1-التدعيم (اذن الاطباء والمستشفيات يمكنهم الاثراء+السبابة في اتجاه الاخر والجسم الى الامام مع التعجب)

2-الاضافة (هذا يميتك.صدقني + يلمس صدره بيده + انا اقوله لك ).

3-التعويض (يفرك اصابعه = النقود )

4-التكرار (قطعتان من السكر + الاشارة بإصبعيه الاثنين )

5-التعديل (الانحناء الى الامام لأحذ الكلمة والانحناء الى الخلف للسكوت)

6-التناقض (لست غاضبا + تهكم )

التقارب (نظرية التقارب عند هال )    

تنظم كل ثقافة الفضاء بطريقة مختلفة انطلاقا من منطق حيواني متماثل (المنطقة).وكل البشر يكبرون ويتعلمون مئات القواعد التي تتعلق بالفضاء (المنطقة ) مرتكزة على ثقافتهم الخاصة وات كان اغلب الناس غير واعين بتأثير الثقافة على الفضاء. وهناك ثلاثة انواع من الفضاء

1 – الفضاء الضمني / غير منظم حيث تقع التفاعلات البينفردية.

2 – الفضاء ذي التنظيم شبه الثابت مثل الكراسي والأرائك ...

3 – الفضاء ذي التنظيم الثابت مثل الجدران والحدود الاقليمية.

نظرية خرق الانتظارات ودرجتها

الانتظارت التواصلية هي انماط سلوكية لفظية وغير لفظية تكون استباقية حسب السياق (القواعد الثقافية للمسافة ونوعية العلاقة – مهنية او صداقة – وخصوصيات المتواصلين (السن + النوع + طريقة التواصل )...فإذا كان الانحراف ضئيلا فانه لا يمكن ملاحظته او تأويله .ولكن اذا كان الانحراف كبيرا مما يؤدي الى خرق الانتظارات كالانتباه والتلهي (عدم الانتباه).فعوض ان يكون التركيز على ما يقال فان التساؤل يكون حول طبيعة العلاقة بين المتحاورين. فإذا تبين ان المخترق غير قادر على جلب الانتباه او عديم النفع فان ردة الفعل ستكون سلبية.ولهذا فان التركيز على العلاقة يعطي انطباعا سلبيا ويحول دون تحقيق اهداف التواصل. اما اذا كانت هناك علاقة ودية بين المتحاورين او ان احدهما يعول على كسب منفعة من الاخر فانه يمكن الحديث عن مفاجآت سارة تدعم عملية التواصل .

قيمة خرق الانتظارات

1- تأثير خرق الانتظارات                                                                                          كيف يمكن تأويل خرق الانتظارات وهل نحكم على هذا السلوك بأنه ايجابي أم سلبي. بعض السلوكات يمكن تأويلها بسهولة ولكن هناك البعض الأخر الذي يحتمل أكثر من معني(الاستغراق في النظر إلى المحاور دلالة على الإغراء أو تحقيق الاستعلاء).واغلب السلوكات قابلة للتأويل حسب السياق الذي تتم في إطاره عملية التواصل.

2- تأثير نفوذ المرسل

(ماذا يمكنه/ها أن يفعل لصالحي آو ماذا يمكنه/ها أن يفعل لي . نلاحظ أن كلا الطرفين المتحاورين يقوم بحساب نسبي حول الربح آو الخسارة المفترضة في علاقة بمواقع النفوذ (مقابلة تشغيل) آو في علاقة بدوافع اجتماعية (الانتماء ). فالتواصل لا يفيد إلا في الحصول على شيء ما .فكل طرف من المتواصلين يقارن نين ما يمكن أن يربحه وبين ما يمكن أن يخسره.

صعوبات التواصل

1/ صعوبات الادراك                                                                                              يمكن ان يمثل الادراك عائقا حقيقيا في ايصال الرسالة فالانسان لا يستمع إلا الى ما يريد فهم والرسالة التي لا ينتظرها المتلقي يمكن اهمالها والمتلقي يؤول عادة الرسالة حسب الاحكام المسبقة والتجربة الشخصية والتكوين الخاص والاستعداد الذاتي لما يريد سماعه او رؤيته .اذن يمكن ادراج الادراك بين الاحساس والتفكير الذي يشتغل كل منهما بطريقة مختلفة اثناء التواصل.فالاحساس متغير مرتبط بعناصر التواصل المتمحورة حول الحواس والقوى الذهنية والتفكير.وهذا يمكن الفرد بقوة تساعده على التحرر من الرسالة ورد الفعل تحت تأثير نسقه القيمي الذاتي.بينما يرتبط الادراك بالعناصر المتصلة بالأحاسيس والتفكير لفهم او تأويل معنى الرسالة.

2/ الاتجاهات

تمثل الاتجاهات سندا كبيرا يمكن المتحاورين من إنتاج نفوذ يمكنهم من التحكم في الوضعية التواصلية والتأثير فيها بالاحتماء بمرجعياتهم الثقافية أو الرمزية وذلك من خلال قابلية الفرد لإنتاج أفكار حول الأشخاص أو الأشياء التي يتعاملون معها او يريدون التأثير فيها او الانتفاع بها اوتكوين مجموعة من الأحكام او التوجهات  التي تدفع الفرد لرد الفعل بطرق متنوعة أثناء وضعية التواصل.

3/الصعوبات المتعلقة بالمعنى

هي العناصر المتعلقة باللغة المستعملة والتي يمكن ان تؤثر في فهم الرسالة ومنها المفردات الغير متناسقة والغريبة عن الوضعيات وغياب التناسق بين الافكار وحركات الجسم غير وظيفية وسوء اختيار الجمل والمعاني الغامضة.يمكن اضافة العناصر التالية التي تتمثل في الفرق في مستوى التكوين بين المتكلم والمخاطب والمعنى الذي يعطيه كل فرد للصور والألفاظ.

لكي يكون التواصل ناجعا يجب ان تكون اللغة المستعملة في مستوى ادراك المتلقي وان يراعي التواصل مستوى المتلقي وظروفه

الاوليات الخمسة للتواصل

يجب علينا ان نفهم الافراد في اطار نسقهم العائلي .فالمنظوميون يرفضون  فكرة ان تحدد الشخصية والدوافع الفردية التواصل في النسق ويبحثون اقل في سبب تصرف الفرد بطريقة او بأخرى لان ما يهمهم هو كيف سيؤثر التصرف في النسق.فالمعالجة المنظومية تتمحور حول الحاضر بدل الماضي (علم النفس). فكل عائلة تنخرط في مسار تواصلي حيث تكون القواعد مفهومة من خلال الاوليات الخمسة التي سنتعرض اليها لاحقا.والمسارات هي مقاطع سلوكية تحددها هذه القواعد.

لا يمكننا ألا نتواصل 1-

كل نمط سلوكي يحمل رسالة معينة وبإشكال متنوعة .والمريض النفسي وحده الذي لا يريد التواصل لأنه يجهل انه يستحيل عدم  التواصل.فتأويل الشيء يوصلنا الى فهم ونقيضه .وهذا الفهم لا يعطينا التأويل الصحيح للرسالة بل يوقعنا في رفض كل تأويل ممكن.فنتواصل حتى ولو اظهرنا عدم التواصل .

فالسلوك لا نقيض له ولا يمكن انعدام السلوك إلا عند الموت.وإذا وجد السلوك فهو رسالة . والرسالة تعني التواصل.فالرسالة هي وحدة تواصلية او سلوكية.والتفاعل هو سلسلة من الرسائل بين الباث والمتقيل.

2- كل تواصل يقدم مظهرين مضمون وعلاقة

كل رسالة تبث معلومة وتنتج في نفس الوقت سلوكا وكل تفاعل يفترض انخراطا والتزاما ويحدد علاقة.

المعلومة = مضمون التواصل = تمتلك قيمة مؤشر.

العلاقة = الكيفية التي نفهم بواسطتها المضمون = تمتلك قيمة الامر.

ملاحظة اذا كانت العلاقة سليمة وتلقائية فستعطي الاولوية للرسالة (المضمون).اما اذا كانت العلاقة مضطربة وإشكالية فإنها ستلوث المضمون وتفقد كل قيمة .

3- نوعية العلاقة ترتبط بترقيم مقاطع التواصل

يعتبر التفاعل من الخارج تبادلا لانهائيا من الرسائل ولكنه يتغير من الداخل فكل طرف يقوم بترقيم هذه الرسائل بطريقته الخاصة.من خلال هذا الحوار يحاول كل من الزوجين الدفاع عن موقفه (اسكت لأنك عنيفة جدا) (انا عنيفة لأنك لا تقول شيئا).فالزوج لا يهمه سوى عنف زوجته كما ان الزوجة لا يهمها سوى صمت زوجها ولامبالاته.فهما لا يرقمان تواصلهما بنفس الطريقة لأنهما يواجهان صعوبات في الحديث عن علاقتهما الزوجية . التواصل نسق داري وارتدادي من التبادلات يتضمن عقد(جمع عقدة)ارتداد.وسلوك احد الفاعلين ينتج سلوك الاخر الذي بدوره ينتج سلوك الاول.

  4 - الانسان يستعمل التواصل الديجيطالي و الانالوجيك

التواصل اللفظي ( ديجيطال) يضم  بنية لغوية منطقية ومنظمة ومتعارف عليها ولكنه يفتقر الى المعاني الدقيقة التي تعبر  يعبر عن العلاقة.بينما يتضمن التواصل غير اللفظي (انالوجيك) المعاني التي تهم الوضعية التواصلية حتى وان انعدم الشكل اللغوي المعبر عن العلاقة.التواصل الديجيطالي ذو طبيعة رمزية فالكلمات التي نستعملها لتعيين الاشياء تنتظم حسب توافق معنوي للغة. مثال القط الذي يتمسح بأقدامك يريد الطعام او ملاعبتك.ورسالته تعني (كن امي).فالتواصل هنا يستدعي العلاقة التي تكون حدسية ومباشرة ولكنها تفتقر الى المرونة لقلة العلامات.

مثال  الدموع تعبر عن الفرح او التعاسة حسب السياق وهي تفتقر الى العلامات المنطقية لفهمها .فلا يمكننا انكار الاحساس او الشعور بل يمكننا فقط ان نعيشه.

5- التفاعل تناسقي (المساواة) او تكاملي (الاختلاف)

التفاعلات المبنية على المساواة (التناسق) تقلل من الاختلافات بينما تركز التفاعلات المبنية على الاختلاف (المتكاملة) على تعميق الفوارق.بين الاطراف. -- العلاقة التكاملية (الام – الابن  = تسلط الام يقابله خضوع الابن). الوضعية

-- العلاقة التناسقية (المجرم – الضحية = عنف المجرم يقابله عنف الضحية).. يجب على كل وضعية حصل فيها الصراع ان تتوازن لأنها لو بقيت على هذه الحالة  فسيحصل الانفجار في النسق (عائلي – اجتماعي ...). عند ما تكون  التفاعلات بين الافراد تتجه نحو التناسق او التكامل  وفي كلتا الحالتين فان النسق يفارق حالة التوازن الاولي فيحصل الانفصال. في وضعية العلاقة التكاملية يكون احد الاطراف في وضعية عليا (اولية/فوقية) ويكون الطرف الاخر في وضعية سفلى (ثانوية/دنيا) . ملاحظة لا يقع الحديث عن طيب او رديء او قوي وضعيف ولكن الحديث يكون حول طبيعة العلاقة (نسلط او خضوع).

مبادئ التواصل الناجح

يكون التواصل ناجحا عندما

1 – يتمكن من تحقيق اهدافه

2 – تكون الافكار والتوجهات والأحاسيس  واضحة ومفهومة

3-- نسق العلامات والرموز يكون مشتركا

وليكون الواصل ناجعا اعتبار المبادئ التالية

1- التواصل يتضمن مضمونا ومظهرا علائقيا

2- التواصل يتضمن تفاعلات متناسقة ومتكاملة

3 - التواصل سيرورة توافقية

خلاصـــة

ان الالمام بهذه القضايا ضروري لتواصل تربوي فعال ، فمن اللازم الوعي بالذات أولا و التعرف على تصوراتها وادراكاتها و اتجاهاتها نحو الاخر ، و الوعي بما يمكن أن يترتب ذلك من نتائج لدى التفاعل ثم الوعي ثانيا بمكونات الآخر الذي نتواصل معه من أجل تحقيق الأهداف المتفق عليها في اطار المرافقة والوساطة . و هذا يتم عبر فهم الآخر والاعتراف به شريكا حقيقيا كما يقول مورينو: (أقتلع عينيك و أضعهما مكان عيني و اقتلع عيني و ضعهما مكان عينيك لتراني بعيني و أراك بعينيك ،و بذلك يحصل التفاهم  و التواصل )

 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

النظام التربوي

1 - مقدمة عامة 1/1-- أهداف عامة (مشروعية الحديث عن النظام التربوي التونسي). تعتبر تونس من البلدان التي أدركت منذ الاستقلال أن المستقبل يمر حتما بالمدرسة وبتكوين شبابها تكوينا عصريا يستجيب لمتطلبات مجتمع المعرفة والحداثة.وهذا ما حتم مساءلة المؤسسة التربوية والبحث في العلاقات التربوية نظرا لما وقعت ملاحظته من صعوبات دراسية ودراسية انجرت عنها سلوكات عنيفة وفشل دراسي.ولعل هذه الحلقة تمثل إمكانية للتدارس والتحاور حول النظام التربوي التونسي بما هو الإطار المرجعي الذي يشتغل ضمنه القيم. ولا يفوتنا في هذا الإطار أن نؤكد على أن التعرف على النظام التربوي يمثل انطلاقة حقيقية نحو تفعيل دور القيم في المؤسسة التربوية. 1/2-- أهداف خصوصية (التعرف على الهوية المهنية للقيم لتطوير أدائه داخل المؤسسة التربوية). يعتبر تدخل القيم ضروريا باعتباره طرفا رئيسيا من أفراد الأسرة التربوية التي يعول عليها في تنشيط وتحسين المناخ التربوي.وليكون تدخله ناجحا استوجب إن يمتلك جملة من المعارف والمهارات التي لها علاقة مباشرة بمجال تدخله والتي يمكن أن تحدد هويته المهنية ليكون قادرا  على انجاز مهمة أو القيام بنشاط على أحسن

المراهقة وانعكاساتها على الوسط المدرسي

المقدمة تمثل المراهقة نقلة نوعية في حياة الفرد من عالم طفولي بكل ما فيه من خضوع وتبعية وارتباط بالمحيط الخارجي مع صعوبة فهمه وادراكهاو التحكم فيه الى عالم الكهول بكل ما يمثله من استقلالية في المواقف والاختيارات ووضوح في الافكارومحاولة السيطرة على المحيط الخارجي وتوظيفه لفائدته.وتساهم العوامل الذاتية (البيولوجية والذهنية) والعوامل الموضوعية (المؤسسية والاجتماعية) التي تتم خلالها فترة المراهقة في بلورة شخصية الفرد وتحديد ردود افعاله تجاه ذاته وتجاه الاخرين . ولقد تعددت الاطروحات التي تناولت المراهقة  (بسيكولوجية - تطورية - انتروبولوجية - سوسيولوجية) وتنوعت توجهاتها ومرجعياتها مما يجعل الخروج بموقف نهائي وموحد من هذه الظاهرة امرا نسبيا . ولكن رغم هذا التنوع في الدراسات زالاطروحات تمثل المراهقة تلك الفترة التي تتراوح ما بين 13/12سنة و19/18سنة تقريبا فهي تستقطب ضريحة تلمذية هامة (المرحلة الاعدادية والثانوية). 1* مواطن الاشكال في فترة المراهقة تتميز فترة المراهقة بوجود مواطن ذات طابع اشكالي (الجسد - الذات - الاخر) باعتبار مساهمتها في ابراز شخصية الفرد في بعدها النفسي والمعرفي والاجتماعي و

درس علم النفس الاجتماعي

1- تقديم عام ل علم النفس الاجتماعي 1/1- الهوية المهنية للقيم                                                                                يعتبر تدخل القيم ضروريا باعتباره طرفا رئيسيا ضمن أفراد الأسرة التربوية التي يعول عليها في تحسين المناخ التربوي.وليكون تدخله ناجحا استوجب أن يمتلك القيم جملة من الكفايات التي لها علاقة مباشرة بمجال تدخله والتي يمكن أن تحدد هويته المهنية .ويمكن أن يتمحور تدخل القيم في المجالات التالية                                                                                                        ا- مجال المنظومة التربوية بحيث تكون له معارف كل ما يتعلق بالنظام التربوي والقوانين والمناشير ذات العلاقة والقانون الداخلي للمؤسسة التربوية ومشروع المؤسسة.ويكون قادرا على فهم أهداف وغايات النظام التربوي والعمل على تفعيل القانون الداخلي للمؤسسة التربوية والانخراط الفعلي في مشروع المؤسسة التربوية.وان يتميز خاصة القدرة على تكريس أهداف النظام التربوي وغاياته وتوجهاته ومؤازرة الجهود المبذولة في إطار مشروع المؤسسة التربوية والدفاع عن حرمة المؤسسة التربوية وأهدافها.