Accéder au contenu principal

النظام التربوي


1- مقدمة عامة
1/1-- أهداف عامة (مشروعية الحديث عن النظام التربوي التونسي).
تعتبر تونس من البلدان التي أدركت منذ الاستقلال أن المستقبل يمر حتما بالمدرسة وبتكوين شبابها تكوينا عصريا يستجيب لمتطلبات مجتمع المعرفة والحداثة.وهذا ما حتم مساءلة المؤسسة التربوية والبحث في العلاقات التربوية نظرا لما وقعت ملاحظته من صعوبات دراسية ودراسية انجرت عنها سلوكات عنيفة وفشل دراسي.ولعل هذه الحلقة تمثل إمكانية للتدارس والتحاور حول النظام التربوي التونسي بما هو الإطار المرجعي الذي يشتغل ضمنه القيم. ولا يفوتنا في هذا الإطار أن نؤكد على أن التعرف على النظام التربوي يمثل انطلاقة حقيقية نحو تفعيل دور القيم في المؤسسة التربوية.
1/2-- أهداف خصوصية (التعرف على الهوية المهنية للقيم لتطوير أدائه داخل المؤسسة التربوية).
يعتبر تدخل القيم ضروريا باعتباره طرفا رئيسيا من أفراد الأسرة التربوية التي يعول عليها في تنشيط وتحسين المناخ التربوي.وليكون تدخله ناجحا استوجب إن يمتلك جملة من المعارف والمهارات التي لها علاقة مباشرة بمجال تدخله والتي يمكن أن تحدد هويته المهنية ليكون قادرا  على انجاز مهمة أو القيام بنشاط على أحسن وجه وذلك في

1- مجال المنظومة التربوية بحيث تكون له معارف كل ما يتعلق بالنظام التربوي والقوانين والمناشير ذات العلاقة والقانون الداخلي للمؤسسة التربوية ومشروع المؤسسة.ويكون قادرا على فهم أهداف وغايات النظام التربوي والعمل على تفعيل القانون الداخلي للمؤسسة التربوية والانخراط الفعلي في مشروع المؤسسة التربوية.وان يتميز خاصة القدرة على تكريس أهداف النظام التربوي وغاياته وتوجهاته ومؤازرة الجهود المبذولة في إطار مشروع المؤسسة التربوية والدفاع عن حرمة المؤسسة التربوية وأهدافها.

2 - مجال التكوين الذاتي بحيث تكون له معارف حول الإعلامية وتقنيات الاتصال والتكنولوجيات المعاصرة والتطورات النفسية والاجتماعية للمتدخلين التربويين والمستجدات والقضايا التربوية المطروحة.و يكون قادرا على حذق التعامل مع التكنولوجيات الحديثة للاتصال وفهم مواقف وتوجهات المتعلمين والمربين وتقدير سلوكهم والتفاعل الايجابي مع المستجدات التربوية والمؤسساتية .وان يتميز خاصة بالمثابرة والجدية في المواقف والقرارات والمبادرة الذاتية وحب الاطلاع والتعامل الموضوعي مع المشاكل والوقائع التي تعترضه.       3- مجال العلاقة مع المحيط بحيث تكون له معارف حول آليات التنشيط والتواصل والحوار في مجموعات وعالم المراهقة ووضعية المراهق النفسية والاجتماعية ومكونات المحيط الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.ويكون قادرا على الإصغاء للتلاميذ ومرافقتهم والتعرف على مشاكلهم والتعامل الايجابي مع الأولياء والجمعيات والمنظمات وتفعيل الشراكة مع المحيط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.وان يتميز خاصة بالقدرة على الإصغاء والتواصل والحوار والانفتاح على الأخر وتدعيم الثقة والاحترام بين الجميع وسلوك تضامني يهدف إلى الدفاع عن المصلحة العامة.

2-- تعريف النظام
 يعرف فون بارتلافي (1973) النظام على انه (مجموعة متفاعلة من العناصر) ويضيف ادغار موران (1977) بان النظام هو (ذلك الكل الذي يأخذ شكله في نفس الوقت الذي تتطور فيه عناصره) ويؤكد روسناي (1975) قائلا أن النظام هو (مجموعة من العناصر المتفاعلة والمنظمة
وفق هدف معين).وهذا المنوال يؤكد على تناول الأشياء والوضعيات في بعدها الشمولي ومن خلال السياق الذي وجدت فيه والبيئة التي نشأت فيها.
 ويمكن تعريف النظام على انه مجموعة مركبة من العناصر المنظمة والتي تتداخل وتتفاعل.فالتفكير المنظومي يدرك الأشياء داخل الأنظمة كعناصر تنتشر وتندرج في منظومة متكاملة ومختلفة الأجزاء تنتمي بدورها إلى منظومة أوسع ( النظام التعليمي يحتوي على نظام المراقبة المستمرة وعلى النظام التأديبي والتنشيط الثقافي والرياضي..) وهي كلها عناصر تتحول بدورها إلى منظومات فرعية.ويشتغل النظام التربوي في إطار منظومات أخرى يتفاعل معها مثل النظام الاقتصادي والسياسي والأخلاقي .
وما يميز النظام كما بينته التعريفات السابقة هو التفاعل والشمولية والتعقيد والتنظيم.وسوف نتعرض إلى هذه المميزات تباعا فنقول أن من مميزات النظام تتمثل في
ا- التفاعل =العلاقة بين شخصين آو عنصرين ليست تلك العلاقة السببية الخطية الأحادية الجانب (في اتجاه واحد) ولكنها تقتضي علاقة سببية دائرية (في الاتجاهين) .فالتفاعل يقتضي أن تكون العلاقة مبنية على التأثير المتبادل بين العنصرين آو الفردين. فالتفاعل يعني حضور الآخر على المستوى الشخصي أو الاجتماعي. 
ب- الشمولية أو الكلية = النظام يتكون من عناصر ولكنه ليس مجموع عناصره بحيث لا يمكن رد النظام إلى مجموع العناصر المكونة له.فالكل يمتلك جملة الخصائص الطافية التي لا تمتلكها الأجزاء ولكنها تنشا نتيجة تفاعلها فيما بينها وانطلاقا من العلاقات الموجودة بين العناصر.   
ج- الارتدادية = يشتغل النظام بصورة دائرية على خلاف الأنظمة الخطية بحيث أن عناصر النظام تتفاعل بشكل دائري .وهو ما يجعلنا نتحدث عن السببية الدائرية في تحديد علاقة العناصر ببعضها البعض .ويمكن أن نميز بين نوعين من الارتدادات.الارتداد السلبي الذي يساهم في ترسيخ وتحقيق علاقة ثابتة .ونتحدث عن الارتداد الايجابي عند ما تقود إلى التغيير و انعدام التوازن والثبات.ويكون الارتداد سلبيا إذا كان يهدف إلى تثبيت العلاقات والتفاعلات السائدة ويبحث عن السكون والثبات.   
د- الغاية متعددة المسالك = تطور النظام لا يتحدد بظروفه الأصلية ولا من خلال تمشياته بحيث يمكننا القول بان نفس الظروف لا تحدث نفس النتائج أو أن نفس النتائج لا تكون نتيجة لنفس الأسباب .فيمكن أن نلاحظ نفس السلوك لدى شخصين ولكنه قد  يكون لأسباب مختلفة.
2/1-- مبادئ النظام
يُعرف النظام بأنه : ( تجمع لعناصر أو وحدات تتحدد في شكل أو أخر من أشكال التفاعل المنظم أو الاعتماد المتبادل ) ويُعرف أيضاً بأنه : ( مجموعة الأجزاء أو العناصر المترابطة والتي تربط بعضها ببعض علاقات متبادلة تعمل معاً ككل لتحقيق هدف أو غرض ما ) و يُعرف قاموس ويستر النظام أنه (تفاعل قياسي لمجموعة من المفردات المستقلة حتى تصبح كما لو كانت شكلاً موحداً يحقق سلسلة من الأهداف التي تغطي مفردات العمل ) ويمكن تقديم التعريف الإجرائي التالي للنظام بأنه : ( مجموعة من المكونات المترابطة في كلٍ واحد و بينها علاقات تفاعلية منظمة و علاقات تبادلية مع النظم الأخرى بغرض بلوغ هدف أو مجموعة أهداف محددة ).ونلاحظ أن التناول المنظومي يمكننا من
1* المعالجة الواقعية للمشكل المطروح، والنظر فيه بصورة شمولية (جميع عناصره وفي إطار نظرة كلية) على أساس الوسائل المتوفرة و الإجراءات الممكنة .
2*إدراك أن الأهداف والاستراتيجيات ليست ثابتة بل دينامكية ومتطورة فهي تتغير وفق الأوضاع الخارجية وتتأثر بالمحيط الخارجي للمؤسسة التربوية وحسب المشكل مجال الدراسة.
2/2الاختلافات بين المقاربة التحليلية والمنظومية
المقاربة التحليلية
المقاربة المنظومية
تعزل  = تهتم بالعناصر
تربط = تهتم بالتفاعلات بين العناصر
تهتم بطبيعة التفاعلات
تهتم بآثار التفاعلات
تركز على دقة التفاصيل
تركز على الإدراك الشمولي
تأخذ بعين الاعتبار متغير ا في المرة الواحدة
تأخذ بعين الاعتبار مجموعة المتغيرات معا
تدرس الظواهر بعزل تأثيرات الزمن
تدمج الزمن وتفاعل الأحداث فيما بينها
تثبت وجود الأحداث بالتجريب في إطار النظرية
الأحداث تتحقق بكيفية اشتغال النموذج في الواقع
نموذج دقيق ومفصل ولكنه صعب الاستعمال
نموذج يستعمل في مجال اتخاذ القرارات و الفعل
نموذج ناجع بوجود تفاعلات خطية وضعيفة
نموذج ناجع بوجود تفاعلات دائرية  وقوية
يقود إلى التعليم حسب المواد(كل مادة على حدة)
يقود إلى التعليم متعدد المواد
يقود إلى تدخل مبرمج في تفاصيله
يقود إلى التدخل حسب الأهداف
معرفة بالتفاصيل وصعوبة تحديد الأهداف
معرفة الأهداف مع ضبابية التفاصيل
نلاحظ أن المدخل الخطي يفترض فهم وتفسير الظواهر التربوية المعقدة إذا أمكن تجزئتها إلى مكوناتها الأصلية والكشف عن العلاقات المتعددة بين هذه المكونات.بينما يكشف المدخل المنظومي عن العلاقات الكلية وأنماط التفاعلات والعلاقات الموجودة بين مكونات الظواهر التربوية.
2/3 -- مكونات المنظومة التربوية:
أولاً: الأهداف، وتتضمن:( تحليل الأهداف – وصف التلاميذ – تحديد الأهداف وصياغتها سلوكياً – تصميم الاختبارات المعيارية).
ثانياً: تصميم التعليم ، وتتضمن : ( تحليل الأهداف – تحديد مراحل التعليم  تقرير الإستراتيجية التدريسية– اختيار الوسائل التعليمية الأكثر جدوى– تجهيز الخبرات التعليمية).
ثالثا: التقويم ، ويتضمن: ( تجريب الخبرات التعليمية وتطبيق الاختبار المعياري – تحليل النتائج – التنفيذ –
 مراقبة النتائج وتحليلها وتفسيرها ) .
رابعا:- التحسين ، ويتضمن: ( تحديد نقاط القوة والضعف– تنفيذ بعض الأنشطة الإثرائية والعلاجية )
1-- سمات النظام.                                                                                            1- النظام يستمد وجوده واستمراره من حاجة البيئة إليه والى ما يمكن أن يقوم بإنتاجه.                                                                                                      2- البيئة تمد النظام بالموارد والإمكانات اللازمة له كي يمارس أنشطته ويحقق أهدافه .                   3- البيئة تستوعب كل ما يفرزه النظام من منتجات ماديه أو معنوية، وبذلك تعتبر البيئة المصب الرئيسي الذي تتجه إليه مخرجات النظام .
    3-- بنية النظام التربوي ووظائفه
    تعني المنظومة في مجال التربية كما وضحها بلاك وبرقر وبرانشفيك (1967) بأنها (المنهجية التي تساعد على تحليل الوضعيات البيداغوجية قصد اتخاذ قرارات). ويحوصل سيلفارن (1968) التناول المنظومي باعتبار أربعة إجراءات أساسية
    * تحليل يهدف إلى التعرف على أجزاء النظام وعلاقاتها.
    * إعادة هيكلة النظام.
    *إنتاج نموذج وتقييمه قبل وضعه قيد الاشتغال.
    * معالجة وضعية والبحث عن الحلول الممكنة.

    ويهدف التطبيق المنظومي في المجال التربوي إلى تحديد دور الأهداف وعلاقتها بالمناهج والموارد والضغوطات والعراقيل والتقييم والتعديل.
    3/1-- محيط المنظومة
    تعريف المحيط هو( كل ما يؤثر في النظام التربوي وكل ما يمكن أن يؤثر النظام التربوي فيه).والحدود بين النظام التربوي ومحيطه اعتباطية فعناصر المحيط تتفاعل مع المنظومة بحيث يمكن اعتبارها ضمن المحيط نفسه.فيصح النظام التربوي موضوع الدراسة بالإضافة إلى كل ما يتفاعل معه من منظومات أخرى تكون محيط النظام التربوي.ولا يجب أن نقلل من أهمية المحيط فهو يكون مجموعة من الأنظمة التي تتفاعل مع النظام التربوي رغم تضمنها غايات أخرى غير التي يتضمنها النظام التربوي.والأنظمة التي تتفاعل مع النظام التربوي هي ( النظام السياسي - النظام السوسيوثقافي- النظام الإداري - النظام الاقتصادي- النظام الديمغرافي). هذه الأنظمة تندج ضمن بعض الأنظمة الأخرى الأكثر توسعا .وهذه الأنظمة يمكن إدراجها ضمن ثلاثة اطر
    - الاطار التاريخي ويشمل جملة الأحداث والوقائع التي تؤثر في النظام التربوي.
    - الاطار الفلسفي والعلمي والاثني والديني المؤثرة في النظام التربوي..
    - الاطار الطبيعي الجغرافي ويشمل العوامل الطبيعية والجغرافية  التي تؤثر في النظام التربوي.
    3/2 - مستويات اشتغال النظام.
    يؤكد بارسونس (1960) على أن كل منظومة شكلية تراتبية يمكن تقسيمها إلى ثلاث مستويات
    1- المستوى التقني البيداغوجي = وظيفة تنفيذية وتقنية  يشمل المدارس والمصالح التابعة لها (البحوث – التوجيه – المقتصدية – المقابلات ) والمدرسون والعملة والباحثون وعلماء النفس الذين يندرجون ضمن المستوى التقني.
    2- المستوى الإداري = وظيفة تنسيقية  يشمل المصالح التي تقوم بتنسيق الأنشطة وتنظيمها بالمستوى التقني لتحقيق الأهداف المحددة في المستوى السياسي.                                                                                                   3- المستوى السياسي = وظيفة سياسية  يشمل المصلح التي تحدد التوجه العام للنظام التربوي وفي هذا المستوى يقع اختيار الغايات التربوية وتحدد الاهاف العامة للنظام التربوي.كما يقع اتخاذ القرارات التي تلزم النظام التربوي وتحدد المناهج والوسائل الضرورية لتحقيق الأهداف.
    3/2 أهداف النظام التربوي التونسي
    إن الحديث عن التجديد يتطلب التطرق إلى مكونات المنظومة التربوية التونسية والاطلاع على مظاهر التجديد فيها كما يؤكده الفصل 5 من القانون التوجيهي للتربية والتعليم حيث يقول (يضطلع إطار التدريس والإطار التربوي بصفة عامة بمهمة تجسيم الأهداف التربوية الوطنية ويتولون مسؤولية تربية الناشئة وغرس القيم لديهم بمجهود
    مشترك بيتهم وبين بقية أعضاء الأسرة التربوية وفي تفاعل ايجابي مع الأولياء والمحيط). ويمكن تقسيم المنظومة التربوية إلى ثلاث مكونات أساسية تتفاعل فيما بينها
    1*التعلمات (المدرس-التلاميذ-الدروس)
    تطوير قدرات المدرسين من حيث تجويد الممارسة التربوية وتنويع تكوينهم ليكونوا أكثر حرفية  وقدرة على التدريس والتواصل والتنشيط داخل الفصل وتمكينهم من آليات المرافقة التربوية.ونشر
    ثقافة الإبداع وتنمية التفكير العقلاني ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية والانفتاح على العالم الخارجي وتأسيس مجتمع المعرفة.

    2*الحياة المدرسية
    تمثل الحياة المدرسية جملة التفاعلات والعلاقات التي يفترضها وجود مجموعة من التلاميذ
    والمدرسين والإداريين وما يمكن أن ينضاف إليها من أولياء وجمعيات ومنظمات .وقد أكد الفصل 8 من القانون التوجيهي للتربية والتعليم/ جويلية 2002 على أن (المدرسة   المنظم للحياة المدرسية تعمل بالتعاون مع الأولياء وفي تكامل مع الأسرة على تربية الناشئة على الأخلاق الحميدة والسلوك القويم وروح المسؤولية والمبادرة. وتحسين المناخ ألعلائقي الذي يمثل جملة التفاعلات داخل المدرسة وتنشيط الحياة المدرسية.وتكثيف الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية للتلاميذ .
    3 - تطويرالإدارة
    تطوير عمل إدارة المدرسة وتحديد مهامها وتحسين أدائها بحيث يكون المكلفون بها قادرين على مواكبة للتطورات العلمية والتكنولوجية.ويجب أن يكون المشرفون على الإدارة متشبعين بالطرق العصرية للتسيير والمتابعة الإدارية ومطلعين على النظريات التربوية والنفسية والاجتماعية التي تهم الطفولة والمراهقة.
    3/3-- المدرسة كمنظومة فرعية
    تمثل المدرسة منظومة فرعية من النظام التربوي وتتضمن منظومات فرعية تتكون من التعلمات  والإشراف الإداري و الحياة المدرسية.و ويتمحور تدخل القيم في مستوى الحياة المدرسية حول
    ا- الحالات والوضعيات الصعبة = الملاحظة والتشخيص والمتابعة.
    ب- فض النزاعات داخل الوسط المدرسي = الوساطة والتفاوض.
    ج- الأنشطة المتعلقة بالحياة المدرسية = المشاركة والتطوير والمبادرة.
     ونلاحظ أن تطوير الحياة المدرسية ينبغي أن يرتكز على المبادئ الأساسية التالية
     ا: الصبغة التربوية للأنشطة:أن تندرج ضمن الغايات والأهداف التربوية وأن تصبح الأنشطة مجالا لتنمية هذه الأهداف والغايات.
    ب: مراعاة مستوى الفئات المستهدفة: يجب الأخذ بعين الاعتبار سن التلميذ واهتماماته وحاجياته والواقع الثقافي الذي يعيش فيه.
    ج: التنوع والتوازن في الأنشطة: يجب أن يكون هناك تنوع وتوازن بين الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية لتلبية احتياجات واهتمامات عدد كبير من المتعلمين.
    د: اختيار الفضاء المناسب تفاديا لأي ضرر للتلميذ بحيث تتم الأنشطة في فضاءات آمنة وصحية.
       يؤكد الفصل 8 من القانون التوجيهي للتربية والتعليم (جويلية 2002) على أن (المدرسة تعمل في إطار وظيفتها التربوية - بالتعاون مع الأولياء وفي تكامل مع الأسرة – على تربية الناشئة على الأخلاق الحميدة والسلوك القويم وروح المسؤولية والمبادرة) ويضيف الفصل 9 بان (المدرسة تعمل – في إطار وظيفتها التعليمية - على ضمان تعليم جيد للجميع يتيح اكتساب ثقافة عامة ومعارف نظرية وعملية ويمكن من تنمية
    مواهب المتعلمين وتطوير قدراتهم على التعلم الذاتي والانخراط في مجتمع المعرفة) كما يؤكد الفصل 10بان (المدرسة تسعى- في إطار وظيفتها التاهيلية - إلى تنمية كفايات ومهارات لدى
    خريجيها حسب سن التلميذ والمرحلة التعليمية .وتتولى مؤسسات التكوين المهني والتعليم العالي تطوير هذه الكفايات والمهارات لاحقا). وتراهن المدرسة التونسية على النهوض بتنمية شخصية المتعلم بكل أبعادها النفسية والاجتماعية وتنشئته على احترام قواعد العيش الجماعي وتنمية الحس المدني لديه وتربيته على قيم المواطنة.وقد أكد الفصل 11 من الأمر المنظم للحياة المدرسية أن (الأطراف الفاعلة في الحياة المدرسية تتوزع حسب موقعها من المؤسسة التربوية وأدوارها فيها) وهذا ما لاحظه الفصل 5 من القانون التوجيهي للتربية والتعليم جويلية 2002 حيث يقول (يضطلع
    إطار التدريس والإطار التربوي بمهمة تجسيم الأهداف التربوية الوطنية ويتولون مسؤولية تربية الناشئة وغرس القيم لديهم بمجهود مشترك بيتهم وبين بقية أعضاء الأسرة التربوية وفي تفاعل ايجابي مع الأولياء والمحيط).ولهذا تتراوح غايات النظام التربوي التونسي من خلال الأمر المنظم للحياة المدرسية بين ثلاثة مستويات تساهم مجتمعة في تطوير المنظومة التربوية وتحديثها.وتدخل المدرسة يتم على                                                                                     1*المستوى البيداغوجي = الارتقاء بالمنظومة التعليمية إلى مصاف النظم المشهود لها بالكفاءة بفضل إكساب المتعلمين كفايات ملائمة مستديمة وتجويد مكتسباتهم عبر اعتماد مقاربات مستحدثة في التدريس وتخطيط التعلمات والتقويم.
    2*المستوى المؤسساتي = تعصير طرائق التنظيم الإداري والتسيير والمتابعة ويرمي إلى تطوير آليات اشتغال المنظومة لتصير أكثر كفاءة ومردودية بفضل تأهيل الموارد البشرية وتوظيف التكنولوجيات الجديدة.
    3*المستوى التربوي = ضمان سلامة التنشئة الاجتماعية متجلية في المواقف والسلوكات وتنهض بالحياة المدرسية بما توفره من مشاريع وتعرضه من برامج وما تسديه من خدمات وما يتوخاه القائمون عليها من علاقات.
    4-- قراءة منظومية للحياة المدرسية ودور القيم فيها
    4/1-- مهام القيم في النظام التربوي
    تتنزل مهام ومشمولات القيم في نطاق المهمة التربوية للمدرسة أو في الاطارالعام للحياة المدرسية ومشروع المؤسسة. فالقيم يساهم في السهر على حسن سير المؤسسة التربوية ويمارس وظيفته في علاقة وطيدة بالتلاميذ وببقية عناصر الأسرة التربوية.وهو تحت إشراف مدير المؤسسة التربوية وتحت مسؤولية المرشد التربوي ويمارس القيم مسؤوليته التربوية من حيث تنظيم الحياة المدرسية وتنشيطها بحيث تتنوع حسب المجالات التالية
    1- المهام الخاصة
    ا- مرافقة التلاميذ والحفاظ على أمنهم وسلامتهم حسب التكليف.
    ب- المساهمة في العمل الإداري الخاص بشؤون التلاميذ .
    ج- الاشتراك في تنشيط النوادي ذات الصبغة الاجتماعية والتربوية.
    د- تنشيط الحياة الجماعية وتربية التلاميذ على السلوك الحضاري.
    2-المهام المشتركة
    ا- رصد الحالات الصعبة وتشخيصها والبحث لها عن حلول وان تعذر ذلك يقع إعلام الإدارة بها.
    ب- المساهمة في إرساء مناخ ملائم لتنمية شخصية التلميذ والانخراط في الحياة الجماعية بكل سهولة . ج- مراقبة سلوك التلاميذ وتوجيههم والتصدي للظواهر السلوكية المنافية لقواعد العيش الجماعي.                                                                                                     د- مساعدة التلميذ على الاندماج في المجموعة وترغيبه في العمل لبناء مشروعه الدراسي والمهني.
    ه- ترسيخ الحس المدني لدى التلميذ وغرس مفهوم الانتماء للمؤسسة التربوية لديه.
    4/2-- مفهوم الحياة المدرسية
    الحياة المدرسية كما يحددها الفصل الأول من الأمر المنظم للحياة المدرسية (تتمثل الحياة المدرسية فيما يتعاطاه التلاميذ من أنشطة تربوية وثقافية وترفيهية ورياضية وما يسدى لهم من خدمات اجتماعية وصحية(

    ويضيف الفصل الحادي عشر لتحديد الإطراف المتدخلة في الحياة المدرسية فيقول (تتوزع الإطراف
    الفاعلة في الحياة المدرسية حسب موقعها من المؤسسة التربوية وأدوارها إلى أطراف من داخل المؤسسة التربوية – إطار الإشراف الإداري+ المدرسون+ القيمون+ التلاميذ+الأعوان الإداريون+الفنيون + العملة -- وأطراف من خارجها – الأولياء + الجمعيات ذات العلاقة + الجماعات المحلية).وهكذا يمكن تعريف الحياة المدرسية على أنها مناخ وظيفي مندمج في مكونات العمل المدرسي يساعد المتعلمين على التعلم واكتساب قيم و سلوكات بناءة. وتتشكل هذه الحياة من مجموع العناصر الزمانية والمكانية والتنظيمية و العلائقية والتواصلية والثقافية والتنشيطية المكونة للخدمات التكوينية والتعليمية التي تقدمها المؤسسة للتلاميذ.ويتمثل جوهر هذه الحياة المعيشة داخل الفضاءات المدرسية في الكيفية التي يحيون بها تجاربهم المدرسية، وإحساسهم الذاتي بواقع أجوائها النفسية والعاطفية
    4/3-- دور القيم في تطوير وتنشيط الحياة المدرسية
       يمكن القول بان القيم مدعو إلى لعب دور الوساطة المدرسية خلال الوضعيات التي يعيشها في الوسط المدرسي .وهذه الوساطة تتطلب من القيم                                                                                                                           
    1-   القدرة على التواصل والإقناع والتحاور.
    2-   معرفة المؤشرات والعوامل المتحكمة في الوضعية.
    3-   القدرة على الإصغاء والتفاوض واقتراح الحلول المناسبة.
    4-   التحكم في إدارة الوضعية المشكل / الصعوبة التي تواجهه.
    ولهذا فهو يجب ان يكبح جماح كل المؤثرات الذاتية والشخصية المتصلة بتاريخه الدراسي وبحياته الخاصة ليكون تصرفه حياديا وموضوعيا ومبنيا على معرفة القانون الداخلي للمؤسسة التربوية ولأهداف وغايات النظام التربوي الذي يوجه ويحدد آليات اشتغالها .
    ملاحظة يرتكز تدخل القيم في الحياة المدرسية على التواصل والوساطة والتحكم في الوضعية المشكل وذلك لإنتاج حلول مناسبة ويمكن أن تكون هذه الحلول
    1 – مباشرة وانية = توضيح + الإجابة عن سؤال + كف وصد سلوك متهور.
    2 – بالتعاون مع الآخرين = استشارة المدير أو المرشد التربوي + الزملاء القدامى.
    3 – إحالة الوضعية =الطبيب+الإدارة+مكتب الإصغاء+خلية الإصغاء والإرشاد.
    الخاتمة                                                                                          يتضمن النظام المدرسي أبعادا متعددة تحكمها شبكة من التفاعلات المتنوعة ويطرح عدة قضايا مرتبطة بسير العملية التربوية سواء من الناحية الإدارية أو المعرفية.ويجب أن ندرك من أهمية ما يتولد داخله من علاقات وتفاعلات لها الأثر البالغ على المسار الدراسي للتلميذ.ولهذا تسعى المدرسة إلى تطوير دور الفرد وتثمين مجهوده وتجويد العلاقات التربوية وتحسين المناخ المدرسي لتدعيم السلوك الحضاري داخلها. إن الهدف  الرئيسي للمدرسة التونسية يتمثل في إشاعة روح المسؤولية والتعاون بين أفراد الأسرة التربوية ومد جسور الحوار والتواصل بينهم للتشاور والتعاون قصد التوصل إلى أحسن النتائج . 








    Commentaires

    Posts les plus consultés de ce blog

    المراهقة وانعكاساتها على الوسط المدرسي

    المقدمة تمثل المراهقة نقلة نوعية في حياة الفرد من عالم طفولي بكل ما فيه من خضوع وتبعية وارتباط بالمحيط الخارجي مع صعوبة فهمه وادراكهاو التحكم فيه الى عالم الكهول بكل ما يمثله من استقلالية في المواقف والاختيارات ووضوح في الافكارومحاولة السيطرة على المحيط الخارجي وتوظيفه لفائدته.وتساهم العوامل الذاتية (البيولوجية والذهنية) والعوامل الموضوعية (المؤسسية والاجتماعية) التي تتم خلالها فترة المراهقة في بلورة شخصية الفرد وتحديد ردود افعاله تجاه ذاته وتجاه الاخرين . ولقد تعددت الاطروحات التي تناولت المراهقة  (بسيكولوجية - تطورية - انتروبولوجية - سوسيولوجية) وتنوعت توجهاتها ومرجعياتها مما يجعل الخروج بموقف نهائي وموحد من هذه الظاهرة امرا نسبيا . ولكن رغم هذا التنوع في الدراسات زالاطروحات تمثل المراهقة تلك الفترة التي تتراوح ما بين 13/12سنة و19/18سنة تقريبا فهي تستقطب ضريحة تلمذية هامة (المرحلة الاعدادية والثانوية). 1* مواطن الاشكال في فترة المراهقة تتميز فترة المراهقة بوجود مواطن ذات طابع اشكالي (الجسد - الذات - الاخر) باعتبار مساهمتها في ابراز شخصية الفرد في بعدها النفسي والمعرفي والاجتماعي و

    درس علم النفس الاجتماعي

    1- تقديم عام ل علم النفس الاجتماعي 1/1- الهوية المهنية للقيم                                                                                يعتبر تدخل القيم ضروريا باعتباره طرفا رئيسيا ضمن أفراد الأسرة التربوية التي يعول عليها في تحسين المناخ التربوي.وليكون تدخله ناجحا استوجب أن يمتلك القيم جملة من الكفايات التي لها علاقة مباشرة بمجال تدخله والتي يمكن أن تحدد هويته المهنية .ويمكن أن يتمحور تدخل القيم في المجالات التالية                                                                                                        ا- مجال المنظومة التربوية بحيث تكون له معارف كل ما يتعلق بالنظام التربوي والقوانين والمناشير ذات العلاقة والقانون الداخلي للمؤسسة التربوية ومشروع المؤسسة.ويكون قادرا على فهم أهداف وغايات النظام التربوي والعمل على تفعيل القانون الداخلي للمؤسسة التربوية والانخراط الفعلي في مشروع المؤسسة التربوية.وان يتميز خاصة القدرة على تكريس أهداف النظام التربوي وغاياته وتوجهاته ومؤازرة الجهود المبذولة في إطار مشروع المؤسسة التربوية والدفاع عن حرمة المؤسسة التربوية وأهدافها.