Accéder au contenu principal

درس علم النفس الاجتماعي


1- تقديم عام لعلم النفس الاجتماعي
1/1- الهوية المهنية للقيم                                                                               يعتبر تدخل القيم ضروريا باعتباره طرفا رئيسيا ضمن أفراد الأسرة التربوية التي يعول عليها في تحسين المناخ التربوي.وليكون تدخله ناجحا استوجب أن يمتلك القيم جملة من الكفايات التي لها علاقة مباشرة بمجال تدخله والتي يمكن أن تحدد هويته المهنية.ويمكن أن يتمحور تدخل القيم في المجالات التالية                                                                                                        ا- مجال المنظومة التربوية بحيث تكون له معارف كل ما يتعلق بالنظام التربوي والقوانين والمناشير ذات العلاقة والقانون الداخلي للمؤسسة التربوية ومشروع المؤسسة.ويكون قادرا على فهم أهداف وغايات النظام التربوي والعمل على تفعيل القانون الداخلي للمؤسسة التربوية والانخراط الفعلي في مشروع المؤسسة التربوية.وان يتميز خاصة القدرة على تكريس أهداف النظام التربوي وغاياته وتوجهاته ومؤازرة الجهود المبذولة في إطار مشروع المؤسسة التربوية والدفاع عن حرمة المؤسسة التربوية وأهدافها.                                                                                ب - مجال التكوين الذاتي بحيث تكون له معارف حول الإعلامية وتقنيات الاتصال والتكنولوجيات المعاصرة والتطورات النفسية والاجتماعية للمتدخلين التربويين والمستجدات والقضايا التربوية المطروحة. و يكون قادرا على حذق التعامل مع التكنولوجيات الحديثة للاتصال وفهم مواقف وتوجهات المتعلمين والمربين وتقدير سلوكهم والتفاعل الايجابي مع المستجدات التربوية والمؤسساتية .وان يتميز خاصة بالمثابرة والجدية في المواقف والقرارات والمبادرة الذاتية وحب الاطلاع والتعامل الموضوعي مع المشاكل والوقائع التي تعترضه.                                                         ج- مجال العلاقة مع المحيط بحيث تكون له معارف حول آليات التنشيط والتواصل والحوار في مجموعات وعالم المراهقة ووضعية المراهق النفسية والاجتماعية ومكونات المحيط الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.ويكون قادرا على الإصغاء للتلاميذ ومرافقتهم والتعرف على مشاكلهم والتعامل الايجابي مع الأولياء والجمعيات والمنظمات وتفعيل الشراكة مع المحيط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.                                                                                                   1/2- تعريف علم النفس الاجتماعي                                                                    يهتم علم النفس الاجتماعي بالسلوك الاجتماعي للفرد والمجموعة والتفاعلات الاجتماعية. فهو (يشمل جوانب سلوك الفرد في الجماعة = كريتش وكريتشفيلد). وهو ( الدراسة العلمية لخبرة الفرد وسلوكه في علاقتهما بالمواقف الاجتماعية = شريف وشريف). وهو(محاوله لفهم وتفسير تأثير أفكار الآخرين ومشاعرهم وسلوكهم بوجود الآخرين الفعلي أو المتخيل = البورت).                                                                                                    يؤكد الدكتور مصطفى فهمي في كتابه 'علم النفس الاجتماعي' أن هذا العلم يهتم بدراسة (سلوك الأفراد والجماعات في المواقف الاجتماعية المختلفة وبعبارة أخرى فهو يدرس الصور المختلفة للتفاعل الاجتماعي والتأثير المتبادل بين الأفراد فيما بينهم وبين الجماعات وبين الأفراد والجماعات في الأسرة أو المدرسة أو مواطن العمل) ويضيف أن هذا العلم يركز على ( صور التفاعل الاجتماعي وما فيها من حب وكراهية ومخاوف وتعصب وتشجيع وتنافس) وكذلك يحلل (نتائج هذا التفاعل التي تكون الآراء والمعتقدات والاتجاهات والقيم والعادات الاجتماعية).   فعلم النفس الاجتماعي يحاول الكشف عن القوانين التي تحكم سلوك الظاهرة المدروسة وتفسير الكيفية التي يحدث من خلالها التأثير سواء تعلق الأمر بأفكار الفرد ومشاعره وسلوكه(ظاهرا أو خفيا، واضحا أو رمزيا)ويحلل كيفية تأثر أفكاره (اعتقاداته وأحكامه) ومشاعره (انفعالاته ومزاجه).وبعبارة أخرى يعنى علم النفس الاجتماعي بتفسير أنشطة الأفراد واستجاباتهم خلال مواقف الحياة  اليومية سواء كانت تلك الاستجابات مألوفة أو شاذة؛ وسواء حدثت في ظروف عادية أو استثنائية في إطار مواقف تفاعل اجتماعي بحيث يشمل تدخل علم النفس الاجتماعي حياة الفرد كلها تقريبا.             1/3 - المواضيع التي يتناولها علم النفس الاجتماعي                                                 الموضوع الأساسي لعلم النفس الاجتماعي هو دراسة السلوك الاجتماعي في خصائصه عن مكوناته الذي يختلف عن السلوك الفردي و لا يمكن تفسيره إلا من خلال التعرف الكامل علي  طبيعة الأفراد وطبيعة تفاعلهم في المواقف المختلفة في حياتهم.
 يتناول علم النفس الاجتماعي الموضوعات التالية
 
- التنشئة الاجتماعية
 
- دراسة المظاهر المرضية للحياة الاجتماعية
 
- التواصل والتفاعل الاجتماعي
 
- دراسة الميول والاتجاهات
 
- دراسة صور العداء بين الجماعات
 1/4- علم النفس الاجتماعي والمجتمع                                                             يمثل علم النفس الاجتماعي نافذة مفتوحة على الحياة الاجتماعية بكل مشاكلها فهو يتناول بالدراسة الطبيعة البشرية وتأثر الشخصية بوسطها الثقافي والاجتماعي.ومن هنا تتجلى أهمية الحديث عن التنشئة الاجتماعية للفرد وما يصادفه من مشكلات اجتماعية كالانحرافات والجرائم. وما تؤسسه وسائل التربية والإعلام والدعاية من قيم  وما يضفيه الفرد على تعامله من ميول واتجاهات تساعد على الانخراط في المجموعة وتؤثر فيها.                                                                                                      فإذا أدركنا أن  تحقيق أهداف المجتمع والتصدي للمشاكل الموجودة ومكافحتها (الفقر و الجريمة- تلوث البيئة و الحوادث - السلوك الصحي والأمراض المتفشية- تعزيز تماسك الجماعة ومقاومة الغزو الثقافي- الانقطاع التعليمي ، انخفاض المستوى التعليمي) ندرك أن ما نعتزم القيام به وما نروم انجازه  لا بد أن يمر عبر سلوك ومشاعر وأفكار الأفراد والمجموعات ، أدركنا الأهمية الحيوية لعلم النفس الاجتماعي.
2- التصورات الاجتماعية
2/1- تعريفها تكوينها وتطورها                                                                        يمكن القول بان التصورات الاجتماعية نشأت انطلاقا من المفهوم الاجتماعي للتصورات الجماعية الذي أسسه دوركايم وذلك في مجال التمييز بين الفكرة والاتجاه الذي يكونان السلوك الفردي غالبا.  فالتصور تعرفه د جودلي (1989)هو (شكل من أشكال المعرفة المشتركة والتي أنتجها المجتمع وتهدف إلى بناء واقع اجتماعي مشترك).  ويعرف سارج موسكو فيشي (1961)التصور الاجتماعي هو نسق من القيم، والمفاهيم والممارسات المتعلقة بمواضيع، أو مظاهر أو أبعـاد الوسط الاجتماعي، ويسمح ليس فقط باستقـرار إطار حياة الأفراد والجماعات وإنما يشكل أيضا أداة لتوجيه إدراك الوضعيات وتصميم الاستجابات. وتضيف د. جودلي (2002)بان التصورات الاجتماعية هي برامج إدراك وبناءات تأخذ منزلة نظرية بسيطة تعمل كدليل فعل وشبكة قراءة للواقع، وأنساق الدلالات التي تسمح بتفسير الأحداث والعلاقات الاجتماعية. كما تعبر عن العلاقة التي يربطها الأفراد والجماعات مع العالم والآخرين. وتبرز من خلال التفاعل وأمام الخطاب السائر في الفضاء العام. وتندرج داخل اللغة والممارسات، وتعمل مثل اللغة نظرا لوظيفتها الرمزية والأطر التي تقدمها لحل رموز وتصنيف ما يوجد في هذا العالم.ويؤكد ولام دواز(1990) بان التصورات الاجتماعية هي مبادئ تولّد اتخاذ مواقف مرتبطة باندماجات خاصة ضمن مجموعة من العلاقات الاجتماعية، ومنظمة للسيرورات الرمزية التي تتدخل في هذه العلاقات. هي معارف اجتماعية على عدة أصعدة، فهي تلعب دورا هاما في الحفاظ على الروابط الاجتماعية وهي مشكلة من قبل هذه الروابط وتُخبر، بطريقة مباشرة ولكن بالأخص غير مباشرة، عن معرفة حول هذه الروابط.                                                وحسب موسكو فيشي تملك التصورات الاجتماعية ثلاث مستويات                                        - الموقف ويعني التموقع والتوجه العام سلبيا أو ايجابيا نحو موضوع التصور.                           - المعلومة وتعني مجموع العارف وكيفية تنظيمها حول موضوع التصور.ويمكن ان تكون هذه المعلومات نسبيا كثيرة ومتنوعة ودقيقة او منمطة.                                                        - حقل التصور ويعني مضمون التصور بما هو مجموع العناصر المعرفية والوجدانية المنظمة والمبنية حسب موضوع التصور.                                                                               ويضيف جون أبريك (1976) نظرية المركز والمحيط المتعلقة بالتصورات الاجتماعية والتي يفسرها بقوله بان التصور الاجتماعي ينتظم حول المركز بما هم مكونه الأساسي يعطيه شكله ومعناه وهو ثمرة الآليات الاجتماعية والرمزية والتاريخية ويمثل بنية الأفكار المتعلقة بشي معين. .وهذا المركز يكون محل اتفاق جماعي ويتصف بالتناسق والثبات لكي يقاوم التغيرات.وأما المحيط فعناصره غير ثابتة وفي علاقة بالحياة اليومية للأفراد ويمكن من تطويع التصور للسياقات الاجتماعية المتنوعة.                                                              2/2- وظائف التصورات الاجتماعية                                                                     * وظيفة معرفية = يمكن مضمون التصورات من فهم وتفسير الواقع وهذه المعارف تمكننا من التواصل وتأسس التبادلات الاجتماعية.                                                                   * وظيفة هوية = تمكن التصورات الاجتماعية من تحديد هوية الفرد الاجتماعية وهكذا فهي تحافظ على خصوصيات المجموعات الاجتماعية.وهي تؤثر في صيرورة التنشئة والمقارنة الاجتماعية. * وظيفة توجيهية = تمكن التصورات الاجتماعية الفرد من استشراف المستقبل  وإنتاج انتظاراته كما تساعده على تحديد الإمكانيات المتوفرة في ظرف اجتماعي خاص.                                      * وظيفة تفسيرية = تمكن التصورات الاجتماعية من إعطاء معنى لاختيارات الأفراد ومواقفهم السابقة.ومن هذا المنطلق فهي تلعب دورا أساسيا في تثبيت وتقوية مكانتهم الاجتماعية.                 2/3- تصور الذات ومفهوم الهوية.                                                                      يشير مفهوم الذات إلى الصورة التي يكونها الفرد عن نفسه وتقييمه لها فعندما يصف الفرد نفسه بأنه اسمر اللون فهذا يعني انه يصف ذاته وعندما يقول انه سعيد أو غير سعيد بلون بشرته فهذا يعني انه يعطينا تقديرا لذاته (ايجابيا أو سلبيا)لان هذا الحكم يشير إلى كيفية تقبل الفرد للون بشرته أو كيف كان رأي الآخرين فيه.واختلف الباحثون في تعريف تقدير الذات باختلاف الأبعاد التي يرون أنها تشكله.فعرفه البعض بأنه بوصفه مبنيا على الشعور بالكفاءة وعرفه آخرون بوصفه مبنيا على الشعور بالقيمة.فيما عرفه فريق ثالث بوصفه مبنيا على الشعور بالقيمة والكفاءة معا.                   2/4- التصورات النمطية                                                                                 يؤكد لاينس بان (التصورات النمطية تمثل معتقدات مشتركة بخصوص مميزات شخصية لمجموعة من الأفراد) وذلك في إطار الاتفاق حول مجموعة من الصفات أو المميزات المتعلقة بخصائص الأفراد المهنية أو مكانتهم الاجتماعية أو انتمائهم السياسي. فعند تصنيفنا الأشخاص حسب الأفكار والتصورات التي نستحضرها نقوم بإنتاج هويتهم الاجتماعية.والصورة النمطية للأشخاص أو المجموعات تكون حصيلة اتفاق جماعي وتهدف إلى خلق توجهات ومواقف سلبية تجاه الفرد أو الأفراد الذين ينتمون إلى مجموعات خاصة.وهذه المواقف تحمل شحنة وجدانية وعدائية.وهكذا تكون القوالب  الجاهزة وصفية وجماعية ومؤثرة في علاقات المجموعات بينما تكون الأحكام المسبقة فردية ومعيارية.
3 - نظرية الاتجاهات                                                                                   3/1- تعريف الاتجاه ومكوناته                                                                       الاتجاه ميل نفسي لتقييم موضوع معين بدرجة من التفضيل أو عدم التفضيل.فهو ظاهرة نفسية فردية مهما كان عدد الأفراد الذين يتبنون هذا الاتجاه.والقول بأن الاتجاه حالة داخلية يعني أنه بناء افتراضي يتجسد في رابطة في الذاكرة طويلة المدى بين موضوع الاتجاه وتقييمه، ويتم الاستدلال عليه من آثاره على استجابات الفرد.والاتجاه يرتبط دائما بحضور موضوع ما (الكيان أو الشيء الذي ترتبط به الاستجابة التقييمية). وقد يكون موضوع الاتجاه فرد (فلان) أو جماعة (فئة اجتماعية) أو شيئا (سلعة، نوعا من الأكل) أو فكرة (توجه أو مذهب سياسي أو ديني) أو سلوك (الالتزام بالنظام أو العنف) أو الفرد نفسه. فليس هناك اتجاهات دون موضوعات فلا يتم التعبير عنها إلا بحضور موضوعا.والاتجاه يكون سلبيا أو إيجابيا بدرجات متفاوتة.                                                                    للاتجاه ثلاثة مكونات:                                                                                      - مكون ذهني (أفكار ومعتقدات حول موضوع الاتجاه)،                                                  - ومكون عاطفي (مشاعر وانفعالات وما يصاحبها من نشاطات النظام العصبي)،                      - ومكون سلوكي (أو نزوعي كالنية).                                                                     وليس من الضروري أن يكون هناك ارتباط قوي ودائم بين هذه المكونات الثلاث.فأهمية المكونات الثلاث تختلف حسب نوع الموقف وموضوع الاتجاه، كما أن بينها تأثيرات متبادلة.                                                                                                                        3/2- أسس تكون الاتجاهات:                                                                            يتجسد الاتجاه في استجابة تقييميه (فكرية أو عاطفية أو سلوكية) لموضوع ما، فمعرفتنا بكيفية نشوء الترابط بين الاستجابة التقييمية وموضوعها يساعدنا على معرفة كيفية تكون الاتجاهات. فالمعلومات التي نتلقاها في مواقف حياتنا اليومية بمثابة المواد الأولية التي تتكون بناءً عليها اتجاهاتنا. والاتجاه ليس مجرد صورة ذهنية للمعلومات، حيث تخضع المعلومات للعمليات الذهنية المتعلقة بالتلقي والتفسير والتقييم، وتتأثر بما لدى الفرد من مخطوطات ذهنية ومفاهيم سابقة. فأثر المعلومات على تكوين الاتجاهات يخضع لقوانين الانتباه والتخيل والتفيئة والذاكرة والإدراك.والاتجاهات مكتسبة (متعلمة) من خلال الخبرة المباشرة أو غير المباشرة.                                                                    3/3- وظائف الاتجاهات                                                                            الاتجاه كخطاطة ذهنية للجوانب السلبية أو الإيجابية في الموضوعات يخدم وظيفة المعرفة لأنه يعمل كإطار مرجعي؛ أي أن اتجاهاتنا تؤثر على انتباهنا وتفسيرنا للمعلومات عن عالمنا الاجتماعي، وتحدد استجاباتنا في الحياة اليومية، وبهذا يبدو عالمنا الاجتماعي منتظما يمكن التنبؤ بأحداثه، والتعامل معها بكفاءة.فالاتجاه كخطاطة ذهنية يؤثر في انتقاء معلومات معينة من البيئة، وفي عملية ترميزها وتفسيرها، سواء كان اتجاها إيجابيا أو سلبيا. تتأثر العمليات الذهنية أيضا بعوامل شخصية وموقفية كأهداف الفرد الحالية، وقوة الأدلة المناقضة للاتجاه، والمعايير الذاتية، والحالة المزاجية والانفعالية.كما يعتمد تأثر العمليات الذهنية بالاتجاه على خصائص الاتجاه نفسه.فهناك اتجاهات قوية أو مركزية وأخرى ضعيفة أو هامشية؛ اتجاهات سهلة الاستدعاء وأخرى أقل سهولة.                                                                                                   3/4- تحديد العلاقة بين السلوك والاتجاه                                                                   إن بنية الاتجاه وطبيعته يمكن أن تؤثر على علاقة الاتجاه بالسلوك فإذا انخفضت درجة الاتساق بين المكونين الذهني-العاطفي فمن الصعوبة التنبؤ بسلوك الأفراد من درجاتهم على مقياس الاتجاه. فالاتساق الذهني-العاطفي في بنية الاتجاه يؤدي إلى قوة علاقة الاتجاه بالسلوك.وتختلف الاتجاهات(خطاطات ذهنية) من حيث قابليتها للاستدعاء. وسهولة استدعاء الاتجاه (سرعة المفحوص في التعبير عن اتجاهه وتكرار التعبير [مؤشرات لسهولة الاستدعاء] عن الاتجاه)، ترتبط بقوة علاقته بالسلوك.قوة الاتجاه (قوة ارتباط موضوع الاتجاه بتقييمه في ذاكرة الفرد) تؤدي إلى سهولة استدعائه، ومن ثم إلى قوة علاقة الاتجاه بالسلوك.                                                                                                                                                        3/5- تأثير عوامل الشخصية على علاقة الاتجاه بالسلوك:                                                                                                  يرى علماء الشخصية أن هناك فروقا فردية فيما يتعلق بقوة علاقة الاتجاه بالسلوك.فالأفراد الذين يحصلون على درجة عالية في رصد الذات يتأثر سلوكهم بالمعلومات الموقفية وردود أفعال الآخرين لسلوكهم أكثر من تأثره بحالاتهم الداخلية واتجاهاتهم، ولذلك فالعلاقة بين اتجاهاتهم وسلوكهم ضعيفة بعكس الذين يحصلون على درجة منخفضة في رصد الذات.والأفراد الذين يحصلون على درجة مرتفعة في وعي الذات الخاصة يعكس سلوكهم اتجاهاتهم (علاقة قوية) أكثر ممن يحصلون على درجات عالية في وعي الذات العامة (علاقة ضعيفة).                                               3/6- الأحكام المسبقة والسلوكات التمييزية                                                       تعرف الأحكام المسبقة بأنها مواقف سلبية في الغالب تجاه أفراد مجموعة اجتماعية على أساس الانتماء إلى تلك المجموعة وتهدف هذه المواقف إلى إصدار الأحكام والفعل.وتتكون الأحكام المسبقة على ثلاث مستويات                                                                                        - مستوى دافعي يتمثل في التدخل حيال المجموعة.                                                       - مستوى وجداني يتمثل في التجاذب والتنافر.                                                             - مستوى معرفي يتمثل في المعتقدات والأفكار الجاهزة حبال المجموعة.                              نلاحظ أن الأحكام المسبقة تنطلق عادة من الأفكار الجاهزة التي تتحول بدورها إلى سلوكات تمييزية سلبية (سلوك سلبي عادة تجاه مجموعة اجتماعية على قاعدة الانتماء أو عدم الانتماء إليها).وتتمحور عمليات التمييز هذه عادة حول الجنس أو اللون أو العرق.  
 4* الدور والمكانة الاجتماعية
4/1- تعريف المكانة الاجتماعية  
- المكانة : هي مجموعة الامتيازات والواجبات الاجتماعية التي يحصل عليها الفرد و يكتسب الفرد مكانته الاجتماعية من أدائه للأدوار المسئول عن تأديتها على أكمل وجه. فالمدرس يستمد مكانته الاجتماعية كمدرس، من أداءه لدوره على أكمل وجه، وليس من مجرد أن تطلق علية هذه الصفة ( مدرس). ويمكن أن نتحدث في هذا الإطار عن
 
- المكانة الموروثة = تنتقل إلى الابن بحكم انتمائه لأسرة معينة أو وظيفة مثل(الحكم الملكي).
 
- المكانة المكتسبة = يكتسبها الفرد نتيجة مؤهلاته وخبراته (المدرس.الطبيب.المهندس).
4/2- تعريف الدور الاجتماعي                                                                       الدور الاجتماعي هو القيام بأعباء هذه الواجبات وتلك الامتيازات فالفرد يجـب أن يعرف الأدوار الاجتماعية للآخرين و لنفسه حــــتي يعرف كــــيف يســـلك و ماذا يتوقع من غـــــيره  3- نظريه الدور الاجتماعي : تتخذ هذه النظرية مفهومي المكانة الاجتماعية و الدور الاجتماعي أساسا لها.والمقصود بالمكانة الاجتماعية وضع الفرد فــي بناء اجتماعي يتحــــدد اجتماعيا و ترتبط به التزامات  وواجبات تقابلها حقوق وامتيازات مع ارتباط كل مكانه بنمـط من الســــلوك المــــتوقع و هو الدور الاجتماعي الذي يتضمن إلي جانب السـلوك المتوقع و معرفـــــــته امتلاك الفرد لمشاعر و قيم تحددها الثقافة الاجتماعية السائدة .و يكتسب الطفل أدوارا اجتماعيه عن طريق التفاعل الاجـتماعي مع الآباء و الراشدين الذين لهم مكانة في نفسه ويكونون نماذج تقمصية وقدوة بالنسبة له - سلوك الدور والمكانة = عادة ما يرتبط سلوك الفرد الاجتماعي بالدور الموكول له وقد يتقيد الفرد بجملة القواعد والقوانين  فيصيبه الجمود والانغلاق ولا يمكنه أن يبدع أو بتطور في مهنته.          - التداخل بين الأدوار= عند قيام الفرد بدوره الأصلي (قيم) قد تكون هناك تأثيرات جانبية تتدخل في سلوكه وتفرض عليه الانزياح في اتجاه ادوار أخرى (الأب- الزوج- الرياضي) تبعا للوضعية التي يعالجها.
5- دراسة المجموعات
5/1- انتماء الفرد إلى المجموعة                                                                 الإنسان فرد في المجتمع أي لا يمكن أن يوجد خارج المجموعة.فهناك مجموعة أساسية، تلزم للفرد بالتعامل معها والانتماء إليها .وهذا الانتماء تحدده جملة من التمثلات "التي تشمل سلوك الآخرين وعلاقاتهم. وتتجمع السلوكات الشخصية ويكمل بعضها لتكون الموقف المشترك في كل منهما. وعندما تكون التمثلات متشابهة البناء يستطيع الأفراد أن يخضعوا ذواتهم إلى متطلبات السلوك المشترك، وهكذا تخرج حقائق المجموعة إلى الوجود وتحدث ظاهرة ثبات أو تماسك عمليات الجماعة. ويمكن أن نميز بين                                                                                                  -المجموعة الداخلية هي المجموعة التي ينتمي لها الفرد باعتباره عضواً فاعلاً فيها (أفراد هذه المجموعة متشابهون وينظرون إلى أنفسهم بأنهم ايجابيون من خلال نظرتهم الايجابية إلى المجموعة الاجتماعية التي يشعرون بحقيقة الانتماء إليها)                                                            - المجموعة الخارجية تكون المجموعة مغايرة وسلبية (الأفراد الذين ينتمون إلى مجموعات أخرى، آو الأفراد الذين لا يرغبون في الانتماء إليها فهي المجموعة خارجة عن نطاق الانتماء والشعور).        5/2- تعريف المجموعة                                                                               تتألف المجموعة من فردين أو أكثر توجد بينهم علاقات سيكولوجية واضحة بحيث تؤدي هذه العلاقة إلى تفاعل بين أفراد المجموعة.ويتم هذا التفاعل على أساس أدوار الأفراد الاجتماعية كما تحددها القيم والمعايير المشتركة بينهم.ويمكن القول بأن التفاعل بين الفرد وجماعته هو التي أنتج القيم والمعايير والأفكار النمطية وغير ذلك. وأكد "تاجفل" أن الأفراد يفضلون رؤية أنفسهم إيجابيين أكثر من رؤيتهم لأنفسهم سلبيين أي أن الأفراد مدفوعين إلى تحقيق هوية اجتماعية إيجابية . ومن جهة أخرى فإن "الهوية" باعتبارها جانبا من صور الذات، الفرد يفضل أن يرى جماعته أفضل من الجماعات الأخرى (أي تحث الأفراد على عمل مقارنات اجتماعية تحقق له التميز). وكلتا العمليتين تستندان على أبعاد نفسية هي: "التوحد" و"المقارنة الاجتماعية" و"التميز السيكولوجي". فالتوحد شرط مسبق وضروري لتفضيل الجماعة، كما أن عملية المقارنة الاجتماعية بين الجماعات هامة وحتمية لأنها تحدث البعد الثالث وهو التميز السيكولوجي.ويكون التميز السيكولوجي على صورتين: الأولى "إيجابية" حيث أن الفرد يرى جماعته أفضل من الجماعات الأخرى, والثانية "سلبية" حيث أن الفرد يقلل من شأن الجماعات الأخرى، كي تبدو جماعته المفضلة. وهما معا يخلقان عملية مفهوم الإبداع الاجتماعي. و الهوية الضعيفة وحدها لا تدفع الجماعة إلى التغيير (أو الحراك الاجتماعي)، فلابد من توافر معرفة البدائل المعرفية (أو بعض عناصر القوة فيهم) حتى يحدث التغيير. وعندما تدرك الجماعة الضعيفة البدائل المعرفية، هناك أربع احتمالات
الأول: قد تسعى هذه الجماعة الضعيفة إلى الاندماج والانصهار في الجماعة المسيطرة. مثل حال بعض المهاجرين من المجتمعات الضعيفة إلى المجتمعات القوية.
الثاني: إعادة تعريف الخصائص ذات التقييم السلبي للجماعة. مثل اعتبار السواد والسمرة في البشرة ملمح جمال مقارنة بالبشرة البيضاء.
الثالث: تبني أبعاد جديدة للمقارنة. مثل السكان الأصليين لكندا يشيرون إلى ثقافتهم وتقاليدهم القديمة على أنها أفضل من واقع الحال لكندا الجديدة.
الرابع: المنافسة المباشرة مع الجماعة المسيطرة، وهو ما ينتج عنه الصراع..
أما عندما لا يدرك أعضاء الجماعات ذات الهوية الضعيفة بدائل الأوضاع بين الجماعات، فإنهم لن يفعلوا شيئا من أجل تغيير موقف جماعتهم، ويلجئون إلى إستراتيجية فردية لتحسين أوضاعهم، وقد ينوون مغادرة جماعتهم الضعيفة .
5/3- تصنيف المجموعات                                                                               يسعى الإنسان إلى تنظيم محيطه الطبيعي بجميع الأشياء حسب مجموعات مختلفة.وعادة ما يطمح الإنسان إلى هيكلة محيطه الاجتماعي بتجميع الأفراد في مجموعات اجتماعية.ويمكن تصنيف الأفراد ضمن مجموعات أساسية على أساس (السن- الجنس – العرق) ويمكن الحديث عن مجموعات جزئية عند ما تكون المؤشرات ثانوية (تلميذ – رياضي – ممرض).وهذا ما يجعلنا نركز على الاختلافات للأفراد الذين لا ينتمون إلى مجموعتنا و وأوجه الشبه بين أفراد مجموعتنا.والتصنيف الاجتماعي يجعلنا نعتقد في ثبات أفراد المجموعة الاجتماعية الواحدة ولا يمكنهم أن يتغيروا.والنتيجة المباشرة للتصنيف الاجتماعي تتمثل في استعمال مؤشرات نمطية في تمثل وإدراك الأشخاص. إذن هناك جماعات ذات علاقات مباشرة "ارتباط تساهمي" مقابل الوحدات الاجتماعية التي تنظمها علاقات غير مباشرة كالجهاز الإداري أو المواطنين أنفسهم إنّ العلاقات الخاصة للجماعات المفترضة غير الأساسية هي علاقات من الممكن الاستغناء عنها في حالة افتراض وجود ظروف اجتماعية أو فردية لا تسمح بامتداد استمرار تلك العلاقات توجد -إذن- جماعات لا يمكن للفرد الاستغناء عنها مثل جماعة الأسرة أو القرابة.
أن الأفراد داخل كل جماعة (أعضاء الجماعة) متشابهون أو متماثلون، فالجماعة الداخلية تعتقد أن أعضاءها يشتركون معاً في سمات أو خصائص إيجابية، وان الأعضاء الذين ينتمون إلى الجماعة الخارجية في الغالب يشتركون في سمات وخصائص سلبية.ويرى السوسيولوجيون أنّ العلاقات داخل الجماعات الأساسية هي علاقات اجتماعية وان التفاعل فيما بينها داخل "جماعات الاستغناء" هي علاقات تتسم بأنها ذات صفة "الغائية" في بعض الأحيان أي يمكن الاستغناء عنها ولذلك فهي ليست من نوع العلاقات الاجتماعية.

5/4- المجموعات النمطيةأوالتنميطالاجتماعي                                                                                                                                 النمط هو مجموعة من الأفكار والاعتقادات الجاهزة المتداولة بين أفراد مجموعة بخصوص المميزات التي تتصف بها مجموعة اجتماعية معينة كان نقول بان النساء يتميزن بالثرثرة.وتؤثر هذه الأفكار المنمطة في طريقة تحليلنا للمعلومات الاجتماعية وتحدد كيفية تعاملنا مع الآخرين على خلفية انتمائهم إلى مجموعة اجتماعية وهكذا يمكن فهم السلوك بطرق مختلفة حسب المجموعة المرجعية التي ننتمي إليها.                                                                                                    5/5- أنماط السلوك والتفاعل بين المجموعات                                                        نلاحظ أن عملية التفاعل بين المجموعات لا تخلو من علاقات صدامية ونذكر على سبيل المثال         - السلوك العدواني يكون ناتجا عن الحرمان لعدم تحقيق الأهداف الشخصية.ويقع توجيه العدوانية  بطريقة محبذة نحو مصدر الحرمان .ولكن غياب المصدر أو عدم إمكانية التوصل إليه تستدعي البحث عن كبش فداء  في مجموعة الأقليات.(نظرية دولار في الكبش الفداء).                           - السلوك التنافسي يكون ناتجا عن التباري بين المجموعات ويؤدي إلى عملية تمييز بينها.فالمجموعات تمتلك اهتمامات ومصالح مشتركة وتتخاصم من اجل الحصول عليها .ولكن التعاون أمام هذه المصاعب يخلق علاقات صداقة وخاصة إذا كانت هذه المصالح والأهداف لا تتحقق إلا بتعاون المجموعات (نظرية شريف في عدوانية المجموعات).                                                   - السلوك ألتقييمي يظهر داخل علاقات المجموعات وعادة ما يكون خارج كل أشكال التنافس والعدوانية وفي بعض الأحيان قبل عملية التعارف والتفاعل الحقيقي بينها.فكل مجموعة تسعى بطبعها إلى تثمين أفرادها والإعلاء من شانهم وتضخيم قيمة المجموعة على حساب المجموعة الأخرى وأفرادها.فتتكون اللحمة والتآزر بين أفراد المجموعة الواحدة.(نظرية تاجفال في الهوية الاجتماعية)   
6- التنشئة الاجتماعية                                                                                       - تعريف التنشئة الاجتماعية                                                                                                                 التنشئة الاجتماعية صيرورة مستمرة ومتغيرة تهدف إلى الاندماج الاجتماعي للفرد، وهي وسيلة من خلال استيعاب معايير وقيم وتمثّلات اجتماعية من أجل تحقيق درجة من التوافق والتكيف الاجتماعي. فمن خلال التنشئة الاجتماعية تتشكل معايير الفرد ومهاراته ودوافعه واتجاهاته وسلوكه لكي تتوافق مع تلك التي يعتبرها المجتمع مرغوبة ومستحسنه لدوره الراهن أو المستقبل في المجتمع. ويعرف الدكتور سعد الدين إبراهيم التنشئة الاجتماعية بأنها (العملية المجتمعية التي يتم خلالها تشكيل وعي الفرد ومشاعره وسلوكه وعلاقاته بحيث يصبح عضواً فاعلاً ومتفاعلاً ومنسجماً ومنتجاً في المجتمع).                                                                                                                                 أما الدكتور حامد زهران فيعرفها بأنها (عملية تعليم وتعلم وتربية، تقوم على التفاعل الاجتماعي وتهدف الى اكتساب الفرد طفلاً فراشداً شيخاً سلوكاً ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة، تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق الاجتماعي معها وتكسبه الطابع الاجتماعي وتيسر له الاندماج في الحياة الاجتماعية). اذ انها عملية تشكيل السلوك الاجتماعي للفرد وهي عملية إدخال ثقافة المجتمع في بناء الشخصية. وتنقسم التنشئة الاجتماعية إلى نوعين أساسين:                                                                                                    - التنشئة الأساسية: تحدث أثناء الطفولة وتمثل مرحلة مؤثرة من التعلم الثقافي، وتعتبر الأسرة أداة التنشئة الأهم في هذه المرحلة.                                                                                                     - التنشئة الثانوية: وتحدث في مرحلة الطفولة المتأخرة  وبداية مرحلة النضج. وأدوات التنشئة الرئيسية في هذه المرحلة هي: المدرسة، جماعات الأنداد، المنظمات، وسائل الإعلام وأماكن العمل.            6/2 -- خصائص التنشئة الاجتماعية بين المدرسة و الأسرة

الأسرة ووظائفها                                                                                         في منزل مستقل ، ويتواصلون فيما بينهم عبر تفاعل مستمر ، كما يؤدون أدوارا اجتماعية خاصة بكل واحد منهم ، باعتباره زوجا أو ابنا أو ابنة أو أما أو أختا بحيث يتكون نتيجة ذلك ثقافة مشتركة.                                                     2 - الوظائف التربوية للأسرة:

- التربية الجسمية والصحية: توفير الغذاء الصحي، والمأوى المريح، والعلاج والوقاية من الأمراض، وتعويد الأطفال على ممارسة العادات الصحية في الأكل والنظافة واللعب...

- التربية العاطفية والأخلاقية: غرس الاتجاهات والقيم المتناسبة مع متطلبات المجتمع، توفير الحنان والعطف والأمن الوجداني والحب المتبادل، وتعليم أخلاقيات التواصل والتعامل مع أفراد المجتمع...

- التربية العقلية: إغناء الوسط الأسري بالوسائل المادية والتبادلات اللغوية، والتحفيزات النفسية والوضعيات التي تنمي القدرات الفكرية للأطفال.

- التربية الاجتماعية والوطنية: تنمية روح الانتماء للأسرة وللوطن، واحترام التقاليد والنظم والقيم الاجتماعية والوطنية.

- التربية الدينية: تعليم الأطفال وتوجيههم نحو العقيدة الدينية، وتعليمهم العبادات التي تقربهم من الخالق، وتربي فيهم قيم التضامن والتسامح وخدمة المجتمع مما يميز العقيدة الإسلامية.

- التربية الإعلامية والمعلوماتية: تعليم الأطفال كيفية الاستفادة الإيجابية من وسائل الإعلام والمعلومات الحديثة والوقاية من مخاطرها

6/3-المدرسة ووظائفها

  1- يعرف فرديناند بويسون المدرسة على أنها :مؤسسة اجتماعية ضرورية تهدف إلى ضمان عملية التواصل بين العائلة والدولة من اجل إعداد الأجيال الجديدة، ودمجها في إطار الحياة الاجتماعية.

  2- وظائف المدرسة:

- تنمية شخصية الطفل من جميع جوانبها، الجسدية، والعقلية، والفكرية، والعقائدية، والنفسية ليكون التلميذ أكثر انسجاما وتوازنا في بيئته المدرسية وجعله قادرا على تجاوز الاختلافات الموجودة.

- نقل التراث الثقافي والعلمي للطفل باستعمال طرق ووسائل ملائمة لسنه، مع تنقية هذا الثرات من كل الشوائب.

- تحقيق التماسك الاجتماعي وتذويب الفوارق بين الطبقات والأسر: إيجاد حالة من التوازن بين عناصر البيئة المدرسية، فالمدرسة تتيح لكل فرد الفرصة للتحرر ليكون أكثر اتصالا وتفاعلا مع المجموعة.

- إتاحة الفرصة للأفراد للاتصال للانفتاح على البيئات الثقافية والمعرفية الأوسع.

- معالجة المشكلات الاجتماعية والنفسية التي تواجه التلاميذ، إما فردية أو جماعية من خلال الحوار والمرافقة وباستعمال الطرق المناسبة لتشخيص الوضعيات ومعالجتها بالاعتماد على خبرات الفاعلين التربويين.


6/4- جماعة الأقران والثقافة ووسائل الإعلام                                                           1- الثقافة:  تتأثر التنشئة الاجتماعية للفرد بالثقافة العامة للمجتمع.والثقافة هي التراث العام الذي ينحدر إلينا من أجيال سابقة ومتعاقبة،وتشمل المعتقدات والتقاليد والعرف،والقواعد الأخلاقية والدينية،والقوانين والفنون والعلوم والمعارف،والتكنولوجيا،وسلوكيات ومشاعر الأفراد والجماعات وعلائقهم وتمثلاتهم...
2 - جماعة الأقران: جماعات الأنداد جماعات من الأطفال متشابهون في أعمارهم وخلفياتهم الاجتماعية وتأثير الأطفال بعضهم على بعض له مميزاته وفوائده في تشكيل حياتهم الاجتماعي، واكتسابهم الكثير من الخبرات،و في إشباع حجاتهم النفسية،مما يساعدهم على النمو الاجتماعي.
3- وسائل الإعلام:: وتشمل الوثائق المكتوبة، الإذاعة، التلفزيون، التسجيلات الصوتية وأشرطة الفيديو والأقراص المدمجة والممغنطة. وهي تؤثر في التنشئة الاجتماعية من خلال الرسائل السمعية أو البصرية او المكتوبة،حيث بواسطة المعلومات والأخبار والأفكار والاتجاهات وغيرها،تعكس جوانب متعددة من ثقافة المجتمع واتجاهاته وعلاقاته الاجتماعية، فتعمل، بالتالي، على تنشئة الفرد على معايير واتجاهات اجتماعية معينة .                                                                                                                                                 4- وسائل الاتصال والتفاعل المعاصرة                                                                  تشكل الانترنات مجالا هاما للاطلاع على المعارف والعلوم التي تؤثر في الحياة  الاجتماعية (التكنولوجيا والاقتصاد والسياسة والثقافة والتربية..) كما تمكن من التواصل ونقل التجارب والمواقف بين الافراد والمجتمعات.ولعل التطورات الحاصلة في مجال الاتصال والتواصل الاجتماعي(الفيسبوك والتويتر واليوتوب) قد اسهمت بشكل فعال في نقل مواقف الافراد واتجاهاتهم مما ساعد على انتاج جيل جديد من المتواصلين سيطروا على المجال الاعلامي وقاموا بتصدير المواقف والاتجاهات محليا وعالميا                                                                                                    6/5- التنشئة الاجتماعية والدور الاجتماعي                                                             من خلال عملية التنشئة يتعلم الأفراد أشياء عن الأدوار الاجتماعية وهي توقعات محددة اجتماعياً يتبعها الفرد في موقع اجتماعي معين. وترتبط الهوية الذاتية بكيفية نظر الناس إلى أنفسهم وما هو ذو معنى بالنسبة لهم. والهوية الاجتماعية تحتوى على صفات تنسب إلى الفرد بواسطة الآخرين والهوية الذاتية هي ما يميزنا كأفراد. ومن الجوانب المهمة في عملية التنشئة الاجتماعية والتي تكتسب اهتماماً متزايداً في العصر الحديث ما يعرف بتنشئة النوع، والتي تعنى تعلم أدوار النوع ـ ذكر/ أنثى ـ من خلال أدوات التنشئة الاجتماعية.                                                                                             6/6 - خصــــائص التنشئـــــــة الاجتماعية:                                                                                                                 من أهم خصائص التنشئة الاجتماعية                                                                          1- عملية اجتماعية قائمة على التفاعل المتبادل بينها وبين مكونات البناء الاجتماعي.                   2- عملية نسبية تختلف باختلاف الزمان والمكان و باختلاف الطبقات الاجتماعية داخل المجتمع.                                                                                                     3- عملية مستمرة حيث ان المشاركة المستمرة في مواقف جديدة تتطلب تنشئة مستمرة .                4- عملية إنسانية واجتماعية حيث يكتسب الفرد من خلالها طبيعته الإنسانية.                        فهي تهدف إلى تحويل الفرد إلى عضواً فاعلاً قادراً على القيام بأدواره الاجتماعية متمثلاً للمعايير والقيم والتوجهات. وهناك كثير من الجماعات والمؤسسات التي تلعب دوراً رئيسياً في عملية التنشئة ( الأسرة- المدرسة- جماعة الرفاق– النوادي ووسائل الأعلام والوسائط الثقافية المسموعة والمكتوبة والمرئية ) وكلها تتداخل لتؤطر الفرد وتوجه حياته وتشكلها وعلى الرغم من اختلاف تلك المؤسسات في أدوارها إلا أنها تشترك جميعاً في تشكيل قيم الفرد ومعتقداته وسلوكه .
7- المرافقة النفسية والاجتماعية
تعتبر المرافقة النفسية والاجتماعية من أهم الخدمات التي يقع إسداؤها للأفراد والمجموعات التي تعيش مشاكل مختلفة وتعاني صعوبات اندماجية وتظهر أنماطا سلوكية غير مقبولة بل إنها تكون مخلة بقواعد العيش الجماعي.ويمكن أن تكون المرافقة منطلقا لدراسة الوضعيات والحالات سواء تعلق الأمر بالمجال المهني أو الأسري أو الدراسي.وبما أن تدخل القيم ينحصر بالأساس في الحياة المدرسية فان مجال اهتمامه سيكون التلاميذ الذين يمثلون وضعيات متنوعة ويشكلون حالات صعبة تتأكد مرافقتها  7/1- رصد الحالات وتشخيصها.                                                                        يتعين على القيم رصد الحالات التي تمثل خروجا عن المألوف من حيث المظهر أو السلوك العام والقيام بتجميع العناصر المكونة للسلوك وتحديد طبيعتها (غياب – عنف – سرقة – تكاسل ) وبيان تواترها (مرة واحدة - متكرر ) وكيفية حدوثها (بصورة معزولة – بعد حادثة معينة ) ومستوى تأثيرها (درجة خطورتها – نتائجها).                                                                      7/2- جمع المؤشرات وفهم الحالة                                                                          بعد تجميع المؤشرات المتعلقة بالتلميذ موضوع الدراسة تقع حوصلة الاستنتاجات الممكنة وذلك بعد التحاور مع أساتذته ورفاقه لبيان الظروف التي حصل فيها السلوك ودراسة النتائج المنجزة عنه وبيان أهدافه (ما الذي ينتظره التلميذ عند تكرارها ع قيامه بهذا السلوك ) ووضع السلوك في إطاره الشخصي (بالنسبة للتلميذ القائم بالسلوك) والعلائقي (بالنسبة للشخص المستهدف) .                    7/3- تقييم القيم للحالة وكيفية تدخله                                                                       هذه العملية لا تتطلب أن يكون القيم قد تلقى تكوينا نفسيا اجتماعيا على درجة عالية من التخصص بل يكفيه القيام برصد الحالة وتشخيصها ثم القيام بتحديد الأسباب الكامنة وراء السلوك الملاحظ فقط. وعندها يمكنه القيام بالمرافقة والمتابعة وتكون الاستعانة بالأولياء (مع خشية المواقف الدفاعية  أو التبريرية التي يمكنهم اللجوء إليها ) والأخصائيين النفسيين أو إحالته إلى مكتب الإصغاء والإرشاد للتلميذ .
الخاتمة 
يعتبر تدخل القيم رئيسيا في المؤسسة التربوية وقد تطرقنا من خلال التمارين والورشات إلى أهمية التعاون مع الأسرة التربوية والفاعلين التربويين لتفعيل تدخل القيم وجعله أكثر نجاعة. ولا شك في أن العلاقات التربوية والتفاعلات الملاحظة في المؤسسة التربوية من حيث الكم أو من حيث التأثيرات المتوقعة لها تعطينا صورة واضحة عن كيفية اشتغال المؤسسة التربوية وعن الطرق التي تحاول بها تحقيق أهداف وغايات النظام التربوي.ولا احد يشك في أن ترشيد الفعل التربوي وتقليص الهوة بين النظري والتطبيقي من شانه أن يطور نتائج المنظومة التربوية من حسن إلى أحسن.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

النظام التربوي

1 - مقدمة عامة 1/1-- أهداف عامة (مشروعية الحديث عن النظام التربوي التونسي). تعتبر تونس من البلدان التي أدركت منذ الاستقلال أن المستقبل يمر حتما بالمدرسة وبتكوين شبابها تكوينا عصريا يستجيب لمتطلبات مجتمع المعرفة والحداثة.وهذا ما حتم مساءلة المؤسسة التربوية والبحث في العلاقات التربوية نظرا لما وقعت ملاحظته من صعوبات دراسية ودراسية انجرت عنها سلوكات عنيفة وفشل دراسي.ولعل هذه الحلقة تمثل إمكانية للتدارس والتحاور حول النظام التربوي التونسي بما هو الإطار المرجعي الذي يشتغل ضمنه القيم. ولا يفوتنا في هذا الإطار أن نؤكد على أن التعرف على النظام التربوي يمثل انطلاقة حقيقية نحو تفعيل دور القيم في المؤسسة التربوية. 1/2-- أهداف خصوصية (التعرف على الهوية المهنية للقيم لتطوير أدائه داخل المؤسسة التربوية). يعتبر تدخل القيم ضروريا باعتباره طرفا رئيسيا من أفراد الأسرة التربوية التي يعول عليها في تنشيط وتحسين المناخ التربوي.وليكون تدخله ناجحا استوجب إن يمتلك جملة من المعارف والمهارات التي لها علاقة مباشرة بمجال تدخله والتي يمكن أن تحدد هويته المهنية ليكون قادرا  على انجاز مهمة أو القيام بنشاط على أحسن

المراهقة وانعكاساتها على الوسط المدرسي

المقدمة تمثل المراهقة نقلة نوعية في حياة الفرد من عالم طفولي بكل ما فيه من خضوع وتبعية وارتباط بالمحيط الخارجي مع صعوبة فهمه وادراكهاو التحكم فيه الى عالم الكهول بكل ما يمثله من استقلالية في المواقف والاختيارات ووضوح في الافكارومحاولة السيطرة على المحيط الخارجي وتوظيفه لفائدته.وتساهم العوامل الذاتية (البيولوجية والذهنية) والعوامل الموضوعية (المؤسسية والاجتماعية) التي تتم خلالها فترة المراهقة في بلورة شخصية الفرد وتحديد ردود افعاله تجاه ذاته وتجاه الاخرين . ولقد تعددت الاطروحات التي تناولت المراهقة  (بسيكولوجية - تطورية - انتروبولوجية - سوسيولوجية) وتنوعت توجهاتها ومرجعياتها مما يجعل الخروج بموقف نهائي وموحد من هذه الظاهرة امرا نسبيا . ولكن رغم هذا التنوع في الدراسات زالاطروحات تمثل المراهقة تلك الفترة التي تتراوح ما بين 13/12سنة و19/18سنة تقريبا فهي تستقطب ضريحة تلمذية هامة (المرحلة الاعدادية والثانوية). 1* مواطن الاشكال في فترة المراهقة تتميز فترة المراهقة بوجود مواطن ذات طابع اشكالي (الجسد - الذات - الاخر) باعتبار مساهمتها في ابراز شخصية الفرد في بعدها النفسي والمعرفي والاجتماعي و